اسم الكتاب : الاجنحة المتكسرة
نوع الكتاب : قصةاسم الكاتب :جبران خليل جبران
الكتّاب بمختلف مجالاتهم الأدبية إن كانوا رواة أو شعراء قد يبعدنا عنهم فارق الزمان بمئات السنين و المكان بآلاف الأميال ورغم زيادة تعداد مواليد المهتمين بالأدب إلا أن نادراً ما يخرج من رحم أقلامهم من يضاهي جبران أو حتى نجيب محفوظ !
هذه أول قراءة لي لكتابات جبران ، أذكر أن صديقة عزيزة " نيبانو " عرضت على قراءة هذه الأقصوصة ، فكل الشكر لها و أتمنى أن تقرأ ما أكتبه :)
لم تعجبني القصة بالمره إن قارنتها بـ " فلسفة جبران " ، فعلى الرغم من أن قصته تحتضن بضع أوراق لا تتجاوز المائة إلا أنها تحمل في طياتها أمور عديدة تتعدى حكاية عاشقين أبت الأقدار أن تجمعهما معاً وتقف بوجهه المجتمع
القارئ الجيد لا يبحث فقط عن قصة مليئة بالأحداث المشوقة ما أن يفرغ من قرائتها ينساها ، بل القارئ المثقف هو الذي يقدر قيمة وقته و حجم منفعة الكتاب عندما يبحث عن قصة أو رواية يحتضن غلافها قيم ، وعبر ، فلسفة ، وخبر
يصف حاله جبران كعاشق و محب بقوله " الحب قد أعتق لساني فتكلمت ومزق أجفاني فبكيت و فتح حنجرتي فتنهدت و شكوت "
وعندما يصف المرأة فهو لا ينظر إليها كما يفعل البعض بتلك النظرة الدونية أو ذلك المخلوق الذي يغلب عليه عواطفه " إن الكتّاب و الشعراء يحاولون إدارك حقيقة المرأة و لكنهم للآن لم يفهموا أسرار قلبها و مخبآت صدرها لأنهم ينظرون إليها من وراء نقاب الشهوات فلا يرون غير خطوط جسدها ، أو يضعونها تحت مكبرات الكره فلا يجدون فيها غير الضعف و الاستسلام "
وعندما يريد أن يتغزل بأنوثتها يصفها بالطهر وليس كما يعكف البعض بمخاطبة الغريزة و كأنها خلقت له ولا لشئ آخر ! " إن المرأة التي تمنحها الآلهة جمال النفس مشفوعاً بجمال الجسد هي حقيقة ظاهرة غامضة نفهمها بالمحبة و نلمسها بالطهر ، وعندما نحاول وصفها بالكلام تختفي عن بصائرنا وراء ضباب الحيرة و الالتباس "
أعجبت بفن استعراضه بثقافته عندما قال " فكر واحد أقام الاهرام و عاطفة واحدة خربت تروادة و خاطر واحد أوجد مجد الاسلام و كلمة واحدة أحرقت مكتبة الاسكندرية "
ولا شئ يضاهي براعته في وصف الحزن و كأنها أنشودة يعزفها على ايقاع صوت ارتطام حبره بالورق !
" للكآبة أيدٍ حريرية الملامس قوية الأعصاب تقبض على القلوب و تؤلمها بالوحدة ، فالوحدة حليفة الكآبة كما أنها أليفة كل حركة روحية"
" إن دمعة واحدة تتلمع على وجنة شيخ متجعدة لهى أشد تأثيراً من كل ما تهرقه أجفان الفتيان "
" إن الملامح التي تبيح أسرار الذات المعنوية تكسب الوجه جمالاً و ملاحة مهما كانت تلك الأسرار موجعة و أليمة ، أما الوجوه التي لا تتكلم بصمتها عن غوامض النفس و خفاياها فلا تكون جميلة مهما كانت متناسقة الخطوط متناسقة الأعضاء "
" إن بهرجة الأعراس الشرقية تصعد بنفوس التيان و الصبايا صعود النسر إلى ماوراء الغيوم ثم تهبط بهم هبوط حجر الرحى إلى أعماق أليم ، بل هى مثل آثار الاقدام على رمال الشاطئ لا تلبث أن تموحها الأمواج "
وأجمل عاطفة كتبها في اقصوصته عندما تكلم عن عاطفة الأم
" إن أعذب ما تحدثه الشفاة البشرية هو لفظة " الأم " ، و أجمل مناداة هى " يا أمي " كلمة صغيرة كبيرة مملوءة بالأمل و الحب و الانعطاف و كل مافي القلب البشري من الرقة و الحلاوة و العذوبة ، الأم كل شئ في هذه الحياة ، هى التعزية في الحزن و الرجاء في اليأس و القوة في الضعف ، هى ينبوع الحنو و الرأفة و الشفقة و الغفران ، فالذي يفقد أمه فقد صدراً يسند رأسه إليه ويداً تباركه و عيناً تحرسه "
لم يكتب القدر لجبران أن يعيش طويلاً ورغم ذلك استطاع أن تُخلد كتاباته ويكمل مسيرته قراءه من بعده ، فقبل أن يكون كاتب فهو قارئ وقبل أن يكون شاعر فهو فيلسوف ، وقد صدق في وصيته بأن تكتب عبارته على قبره
أظن لا داعي لتقييم الكتاب بالمره !
نوع الكتاب : قصةاسم الكاتب :جبران خليل جبران
عدد الصفحات : 101
دارالنشر : دار الحكاياتالكتّاب بمختلف مجالاتهم الأدبية إن كانوا رواة أو شعراء قد يبعدنا عنهم فارق الزمان بمئات السنين و المكان بآلاف الأميال ورغم زيادة تعداد مواليد المهتمين بالأدب إلا أن نادراً ما يخرج من رحم أقلامهم من يضاهي جبران أو حتى نجيب محفوظ !
هذه أول قراءة لي لكتابات جبران ، أذكر أن صديقة عزيزة " نيبانو " عرضت على قراءة هذه الأقصوصة ، فكل الشكر لها و أتمنى أن تقرأ ما أكتبه :)
لم تعجبني القصة بالمره إن قارنتها بـ " فلسفة جبران " ، فعلى الرغم من أن قصته تحتضن بضع أوراق لا تتجاوز المائة إلا أنها تحمل في طياتها أمور عديدة تتعدى حكاية عاشقين أبت الأقدار أن تجمعهما معاً وتقف بوجهه المجتمع
القارئ الجيد لا يبحث فقط عن قصة مليئة بالأحداث المشوقة ما أن يفرغ من قرائتها ينساها ، بل القارئ المثقف هو الذي يقدر قيمة وقته و حجم منفعة الكتاب عندما يبحث عن قصة أو رواية يحتضن غلافها قيم ، وعبر ، فلسفة ، وخبر
يصف حاله جبران كعاشق و محب بقوله " الحب قد أعتق لساني فتكلمت ومزق أجفاني فبكيت و فتح حنجرتي فتنهدت و شكوت "
وعندما يصف المرأة فهو لا ينظر إليها كما يفعل البعض بتلك النظرة الدونية أو ذلك المخلوق الذي يغلب عليه عواطفه " إن الكتّاب و الشعراء يحاولون إدارك حقيقة المرأة و لكنهم للآن لم يفهموا أسرار قلبها و مخبآت صدرها لأنهم ينظرون إليها من وراء نقاب الشهوات فلا يرون غير خطوط جسدها ، أو يضعونها تحت مكبرات الكره فلا يجدون فيها غير الضعف و الاستسلام "
وعندما يريد أن يتغزل بأنوثتها يصفها بالطهر وليس كما يعكف البعض بمخاطبة الغريزة و كأنها خلقت له ولا لشئ آخر ! " إن المرأة التي تمنحها الآلهة جمال النفس مشفوعاً بجمال الجسد هي حقيقة ظاهرة غامضة نفهمها بالمحبة و نلمسها بالطهر ، وعندما نحاول وصفها بالكلام تختفي عن بصائرنا وراء ضباب الحيرة و الالتباس "
أعجبت بفن استعراضه بثقافته عندما قال " فكر واحد أقام الاهرام و عاطفة واحدة خربت تروادة و خاطر واحد أوجد مجد الاسلام و كلمة واحدة أحرقت مكتبة الاسكندرية "
ولا شئ يضاهي براعته في وصف الحزن و كأنها أنشودة يعزفها على ايقاع صوت ارتطام حبره بالورق !
" للكآبة أيدٍ حريرية الملامس قوية الأعصاب تقبض على القلوب و تؤلمها بالوحدة ، فالوحدة حليفة الكآبة كما أنها أليفة كل حركة روحية"
" إن دمعة واحدة تتلمع على وجنة شيخ متجعدة لهى أشد تأثيراً من كل ما تهرقه أجفان الفتيان "
" إن الملامح التي تبيح أسرار الذات المعنوية تكسب الوجه جمالاً و ملاحة مهما كانت تلك الأسرار موجعة و أليمة ، أما الوجوه التي لا تتكلم بصمتها عن غوامض النفس و خفاياها فلا تكون جميلة مهما كانت متناسقة الخطوط متناسقة الأعضاء "
" إن بهرجة الأعراس الشرقية تصعد بنفوس التيان و الصبايا صعود النسر إلى ماوراء الغيوم ثم تهبط بهم هبوط حجر الرحى إلى أعماق أليم ، بل هى مثل آثار الاقدام على رمال الشاطئ لا تلبث أن تموحها الأمواج "
وأجمل عاطفة كتبها في اقصوصته عندما تكلم عن عاطفة الأم
" إن أعذب ما تحدثه الشفاة البشرية هو لفظة " الأم " ، و أجمل مناداة هى " يا أمي " كلمة صغيرة كبيرة مملوءة بالأمل و الحب و الانعطاف و كل مافي القلب البشري من الرقة و الحلاوة و العذوبة ، الأم كل شئ في هذه الحياة ، هى التعزية في الحزن و الرجاء في اليأس و القوة في الضعف ، هى ينبوع الحنو و الرأفة و الشفقة و الغفران ، فالذي يفقد أمه فقد صدراً يسند رأسه إليه ويداً تباركه و عيناً تحرسه "
لم يكتب القدر لجبران أن يعيش طويلاً ورغم ذلك استطاع أن تُخلد كتاباته ويكمل مسيرته قراءه من بعده ، فقبل أن يكون كاتب فهو قارئ وقبل أن يكون شاعر فهو فيلسوف ، وقد صدق في وصيته بأن تكتب عبارته على قبره
" أنا حي مثلكم و أنا الآن إلى جانبكم ،أغمضوا عيونكم ، انظروا حولكم ، وستروني "
أظن لا داعي لتقييم الكتاب بالمره !
زهرة ابريل قرأت جزء من الكتاب ولم أكمله ربما لأنني توقعت أن يكون أفضل لأن كتابات جبران خليل جبران فيها الكثير من العمق والصدق والحكمة والإبداع وهذا لم أجده في الأجنحة المتكسرة ...عموماً جبران من الكتاب الذين قل أن نجد مثلهم وكما قلت لم يعيش طويلاً ورغم ذلك فقد أخضع القلم وكانت له كتابات خالدة , بوست مميز ,تحياتي.
ردحذفلوتس, هل توقعاتك العالية بها هي التي أخفضت نظرتكِ لها؟
ردحذفالكتاب الذي لا يجعلنا نتفكر به ونتسائل بعد قراءته ليس مثيرًا كفاية ولا يعد صديقًا لأن الكتب الصديقة لا تغادرنا. ; )
الحياة الطيبة
ردحذفهذه أول كتاب أقرأه لجبران ..
و إن كان هنالك كتب أخرى أكثراً عمقاً و جمالاً أتمنى أن تزوديني بأسمائها :)
لأكن صادقة معك أحداث القصة لم تشدني كثيراً بقدر أفكار جبران ..
سررت بمرورك على مدونتي
:)
سيما
ردحذفربما يرجع لتزامن وعكتي الصحية بقراءة القصة !
/
بالفعل هو كذلك سيما ، فعندما اقتبست كلمات جبران استشعرت بأن عباراته لاتزال تنبض بالحياة!
" أنا نوعي أتأثر بالروايات بعبارة أخرى مرهفة الاحاسيس ؛)! "
الأجنحة المتكسرة أول كتاب قرأته لجُبران .
ردحذفتعجبني كتاباته ،
لأنّ مو الغاية منها مُجرّد قّصة و سرد للأحداث ،
الغاية ترتكز بمحتوى الكلمات ،
اللي تحتاج قراءتها بتمعّن علشان نستشّف حكمة منها .
زهرة ابريل أنا ما قرأت له كتب أخرى لكني قرأت له أقوال تنم عن عقل فذ لذا كنت متشوقة لقراءة كتاب الأجنحة المتكسرة متأملة الكثير من الأفكار العميقة لكني لم أجد ما أبحث عنه لكن إن وجدت كتاب له سأذكره لك ,تحياتي.
ردحذفصفحات مُلطخّة بحروفي
ردحذفلا أزيد على كلماتك بشئ
فكل ما قلته هو ما كنت سأقوله
:)
الحياة الطيبة
ردحذفأحياناً عزيزتي تكون جملة واحده تكفي من بين مائة صفحة نكون بأمس الحاجة إليها..!
القراءة فن وذوق وليس بالضرورة أن تكون أذواقنا متشابه ، أحياناً اختلاف الأذواق يعكس مدى حبنا للقراءة
ولن ابخل إن راقت لي إحدى كتاباته ، حينها سأدعوك لقارئتها :)
قرات الكتاب وهو جدا شيق تحياتي
ردحذفبالفعل هى كذلك
ردحذفبالمناسبة لم أعرفك بالبدء
؛)!
أتفق معاج برايج بالرواية .. أفضل مافيها إسمها .. أغلب مانشر عن جبران ظلمته العناوين ..
ردحذفولكن في هالرواية بالذات أذهلتني بطلة الرواية في عتبها للرب ..
جبران أدخلنا بجو حزن إيماني .. قد يعتبر البعض ماكتبه جبران كفر .. لكن تعابير الحزن على ملامح الكلمات في عتبها للرب وسبب ابتلاءه لها بالحزن وقدره بأن تتزوج بشخص غير من تحب ..
التأدب في العتب وتمجيد من تعتب عليه
كلها روائع تمكن منها جبران بإيمان أدبي
^_^ أعجبني نقدج أستمتعت بقراءته
احساس صعب
ردحذفبالبدء لم ترق لي معاتبة الفتاة للرب ، ربما لازلت على ذلك الرأي :) لكنها - كما تفضلت - تعبر عن الجو الحزين عما خطته الاقدار وهى لاحول ولا قوة ..
جبران يجيد العزف على أوتار الحزن و يتلذذ بها !
عزيزتي سرني مرورك هنا و أتمنى أن ترق لك كل ما أكتبه :*