10 ديسمبر 2017

الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أين يقودنا؟

 
 

 
مساء الخير
 
بما أني في إجازة طويلة ، ونظراً لتخصصي الأكاديمي في مجال علم الاجتماع ، وجدت من الحكمة استغلال تخصصي لمناقشة بعض القضايا والظواهر الاجتماعية والاستفادة من هذه الإجازة ، لأني قد لا أجد وقتاً كافياً لطرح مثل هذه المواضيع التي أحب طرحها ومناقشتها !
 
 
جميعنا يرتاد المجمعات التجارية والمطاعم والكافيهات، لا يهم إن كنت في بلد آخر فهذه الظاهرة باتت منتشرة ويؤسفني تلقيبها بـ " ظاهرة " لأنها متفشية عند مختلف الجنسيات والثقافات والفئات العمرية .
 
ظاهرة الإدمان على الهاتف والتصفح عبر مواقع التواصل الاجتماعي سواء أكان السناب شات أو الانستقرام وغيرها من القنوات التي أجهلها ، الكثير من الناس بدأوا يقعون في الفخ فبدلاً من الاستفادة منها نجد أنهم يسيئون استخدامها عن قصد أو غير قصد ، ،قبل التوغل حول مضار والعواقب المترتبة من هذا الإدمان لنتباحث حول إيجابيات هذه القنوات والتي استفدت كثيراً منها :
 
 1. سهولة البحث عن منتج أو غرض معين ، والتواصل مع صاحب المشروع عبر حسابه الخاص .
2. نشر قيم إجتماعية و خلق وعي حول الوقاية من الأمراض والمشاكل الاجتماعية ، من خلال متابعة متخصصين في شتى المجالات العلمية .
 
3. يعد من أسهل الطرق الغير مكلفة من حيث البدء بمشروع فردي وتحقيق انتشاره ونجاحه.
4. مشاركة وجذب متابعين ذات ميول متشابهة ، كحساب متخصص بالقراءة أو حساب خاص بالطهي أو الموضة وغيره .
 
5. التعرف على صداقات جديدة ، وإن كان يتوجب على المرء الكثير من الحيطة والحذر قبل الاقدام على هذه الخطوة !
التواصل مع أخبار العالم أولاً بأول .
6. له قدرة التأثير على قضايا المجتمع ، فكثير من القرارات تغيرت نتيجة التأثير الإعلامي عبر هذه الوسائل .
 
وعلى الرغم من ذلك إلى أن سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي تفوق الإيجابيات في حال :
 
1. الإفراط في المتابعة هذه الوسائل على مدى ساعات اليوم إلى أن أدى هذا الإدمان إلى حوادث مرورية ومشاكل زوجية .
2. متابعة حسابات غير أخلاقية لا تسعى سوى طمس القيم الأخلاقية ووصفها بالرجعية وأتباعهم قاعدة " خالف تعرف "!
 
3. عدم تخصيص ساعات معينة للتصفح ، مما يترتب عدم كفاءة أداء المهام على أكمل وجه أو تأجيلها ، والذي يعكس هذا الأمر بشكل واضح على المستوى التعليمي للطلاب أو المهني على الموظفين .
4. عدم مراقبة و وعي أولياء الأمور أبنائهم في متابعة حسابات مفيدة ، مما يعكس سلباً على المراهق في اعتبار أن هذه الشخصية المشهورة  مثلاً أعلى يحتظى به من حيث السلوكيات والمظهر فالبع منهم تمرد في خلع الحجاب أو اللباس الغير محتشم .
 
5. الانخداع بالمظاهر المصطنعة التي يقوم بها بعض الأزواج والزوجات ، مما قد يقع من يشاهدهم بالمقارنة مع زوجاتهم في حين أن ما يُرى عادةً لا يعكس الواقع وإنما فقط بغرض الشهرة !
6. الانعزال عن المحيط الخارجي وعدم التواصل مع أفراد الأسرة الواحدة بدءاً من الزوجين إلى الأبناء نتيجة الانشغال كل واحد منهم في هاتفه  ، مما يؤثر سلباً في تعميق العلاقة فيما بينهم وقد يأتمن بعض الأبناء على فضفضة مشاكلهم للغرباء بدلاً من الوالدين.
 
7. سوء استخدام الهاتف بنشر أسرار البيت ومشاركة الخصوصيات مع الغرباء.
8. إسكات الأطفال من خلال إشغالهم بالهاتف ، مما يؤثر سلباً على التواصل بالمحيط الاجتماعي الخارجي وقد يصاب ببوادر التوحد جراء ذلك أو الانطوائية !
 
 
كيف أجعل وسائل التواصل الاجتماعي ذات فائدة ولا يؤثر في المحيط الخارجي و العلاقات الاجتماعية ؟
 
 لأكون صريحة ، منذ سنتين وأكثر كنت شديدة الإدمان على هذه الوسائل التواصل الاجتماعي ، لم أحب هذا التصرف ووقعت في كثير من الأخطاء جراء ذلك ، إلى أن  قطعت على نفسي وعداً في بداية كل عام جديد أضع مجموعة من الأمنيات والسلوكيات الإيجابية التي أحرص على تبنيها آمله أن تكون هذه السنة بداية جديدة  ، فما قمت به كالآتي :
 
1. وضع قوانين صارمة لنفسي من خلال وضع ممنوعات منها تجاهل الهاتف أثناء القيادة والاكتفاء بالرد على الاتصالات حتى لو كنت عالقة في الازدحام المروري .
2. تصفية متابعة بعض الحسابات التي لاتعود لي بمنفعه ، مما ترتب تقليص ساعات المتابعة والمشاهدة  .
 
3. في ساعات العمل يكون أداء الوظيفي واجب ووسيلة لرضى الرب بتحليل كل مبلغ يودع برصيدي ، ومشاهدة هاتفي في ساعات الفراغ أو الاستراحة بين المهام الوظيفية على ألا تتجاوز الربع ساعة .
4. عند زيارة الأهل أو الخروج مع زوجي أتجنب الانشغال بالهاتف ، ولو كان ضروري فأقوم بسرعة لا تتجاوز الدقيقتين ، حتى لو كنا في صدد انتظار قدوم طبق الغداء على سبيل المثال ، ومن الغريب والجميل في الموضوع عندما تعزف عن الانشغال بالهاتف فمن المتوقع أن الطرف الآخر الذي أنت معه يترك هاتفه بدوره وإن لم يبادر بهذا الدور فأطلب منه بلطف مع ابتسامه في الغالب ستجد نتيجة إيجابية ذلك لأنك أظهرت الاهتمام له ، كرر هذا الأمر ستلاحظ تقدم  .
 
5. في السفر أو عند الخروج لالتقاط صورة إما تكون شخصية أو غير ذلك لا تحاول تعديلها ومن ثم نشرها في حسابك ، ذلك لأنه يتطلب منك الكثير من الوقت والجهد مما يعني لن تستمتع برحلتك ، وهذا يعكس بشكل كبير في السفر ، فخصص ساعة إلى ساعتين لتعديل الصور ويفضل أن يكون بعد العودة إلى الفندق أو المنزل .
6. لا تطلب من أبنائك عدم الانشغال بالهاتف أو ذكر حتى سلبياته طالما أنك لا تؤدي هذا الدور بنفسك ، أحياناً بعض النصائح تأتي عن طريق الأفعال والطفل أو المراهق بطبعه يحب التقليد فتقلد بصفات ترغب بأن يقلدوك بها أبنائك .
 
7. إن كنت تفضل أحد قنوات التواصل الاجتماعي عن غيره فيمكنك الاكتفاء بقناتين أو واحده ، أو يمكن اتباع سياسة يوم تشاهد هذه القناة واليوم الذي يليه تشاهد الأخرى أو تقسم الساعات فيما بينهم .
8. الاستغلال الأمثل للحسابات التي تقوم بمتابعتها ، بمعنى تابع حسابات معنية بالتغذية كوسيلة مجانية لخسارة الوزن الزائد ، أو تقليد البعض بشراء كتاب مفيد أحدث تغييراً لبعض سلوكيات قارئه ويمكنك أن تقيس على ذلك الجوانب الأخرى .
 
9. لا تتأثر كل ما تشاهده في هذه الحسابات ، خاصةً فيما يتعلق بنشر الطاقة السلبية فمن الوارد أن تعكس عليك دون أن تشعر ولا أحسب أحد منا بحاجة لهذه الطاقة فبدلاً عن ذلك تابع كل ماه و إيجابي .
10. في الكافيهات أجعلها أفضل مكان للقراءة أو التقاء الأصدقاء أو حتى مشاركة الزوج والأبناء بمواضيع شتى أو حتى كان لديك مشروع تود الانتهاء منه ، من ضمن المشاهد التي أحببتها عند البعض أنه يجمع أبنائه لحل فروضهم المدرسية في أجواء بعيدة عن المنزل ، والهاتف ليس وسيلة لاستثمارها في الكافيهات .
 
 
 
 

هناك 4 تعليقات:

  1. تحية طيبة...
    موضوع قيم ونصائح بالفعل مفيدة تفيد المدمنين على الموبايل ووسائل الاتصال الاجتماعي...واحيانا اطلب من بعض الاصدقاء ترك الموبايل اثناء الاجتماع في مكان عام واكرر ولكني لاحظت ان اغلب المنشغلين هم من اصحاب المستويات الثقافية المتدنية او الذين توقفوا عن القراءة منذ فترة طويلة الخ...عموما الموضوع متشعب واصبح ادمان اجتماعي عام...!

    ردحذف
    الردود
    1. هو بالفعل أصبح إدمان !
      ولا أنكر بأني كنت منهم ورغم أني قلصت الوقت المحدد للمتابعة لتلك الوسائل ، إلا أني أتطلع لتقليصها أكثر .

      ملاحظتك في محلها فأغلب الذين نشاهدهم في تلك القنوات وما يقدمونه من مواضيع سطحية سخيفة لديهم جماهير بنظير مستواهم .

      حذف
  2. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف