24 ديسمبر 2017

ماذا نحتاج من المناهج التربوية والخطط الإدارية ؟

 
 
 


لعل تجارب الحياة وقصورنا في اتخاذ قرارات سديدة ، والنهضة الفكرية من كل جهل والطاعة العمياء ناهيك عن تصرفات أبناء الجيل الحالي و ما سبقه من سلوكيات متجردة عن الأخلاق الكريمة وإن وجدت عدت شبه نادرة إزاء التمرد وليته كان تمردهم نحو الأفضل !
 
 
تساؤل : ماذا نحتاج من المناهج التربوية ؟!
 
هذا لا يعني بأن المناهج القديمة كانت أفضل ، ولا أعني بأن نعلم الطلبة لغات جديدة أو شيء من هذا القبيل ، بل نحن بحاجة إلى تعليمهم ما يعكس العالم الخارجي من تطورات سريعة وكبيرة ، إلا أن غدى المنهج التربوي قبل أن يسمى بالمنهج التعليمي لا أجوبة على العديد من التساؤلات  ، وما يخرج من بعض المعلمين والمعلمات من توجيه ومناقشة في الدقائق الأخيرة من الحصة الدراسية عن المواضيع الاجتماعية " اجتهاد شخصي " ، بدلاً من أن يكون هنالك منهج أو مادة معنية بتهذيب الأخلاق إزاء المغريات التي نشهدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتخلف بعض المشاهير وسطحية عقولهم في التجرد عن كل ما هو قيمي أخلاقي إلا أن بات البعض يشهر عصيانه على الملأ ولا يبالي .
 
قد لا يحق لنا الحكم على تصرفات الغير أو حتى معاقبتهم رغم يقيننا بمدى تأثيرهم على الأطفال و المراهقين ، وقد يحسب البعض بأن مراقبتهم وتوجيههم تأتي من قبل الوالدين من خلال التنشئة الاجتماعية المبنية على الصداقة والحوار الحر والتوجيه والتفرقة ما بين الصواب والخطأ ، لكن من قال بأن الوالدين هم ملائكة معصومين عن الخطأ ؟!
 
بل ما ذنب الأبن أو الأبنة إذا كانت تعيش في منزل متفكك ، أو يتيمة أو أبوين هم بحاجه إلى من يقومهم !
وهل الأمر متروك فقط على الوالدين في زمن نشهد فيه هذا التطور والتقدم إلى أن غدا كل فرد في الأسرة عائش في عالم هاتفه المحمول !
 
الآن لم يعد دور الأب والأم كافٍ في توجيه الأبناء وتهذيب أخلاقهم ، ست ساعات وربما أكثر ينعزل الأبن عن والديه في مبنى تربوي تعليمي ، و أبويه يقضون تلك الساعات للعمل مقابل الأجر .
 
 
 لو ألتفتنا إلى قضية الطلاق وارتفاع نسبتها سنوياً ماذا يؤشر لدينا ؟!
 
 
الأخصائيون الاجتماعيون مهتمون حول هذا الأمر وأرجعوا لعدة أمور سأكتفي بهذه التساؤلات

 
هل يوجد منهج معني بالتثقيف في العلاقة الزوجية ،  ولا أقصد بها العلاقة الحميمية فقط بل الأهم منها الجانب الاجتماعي / النفسي ، فهل يوجد منهج معني بتفصيل حول حقوق وواجبات كلا الزوجين تجاه الآخر ؟
 
هل يوجد منهج يبين بأن لا يحق للزوج التطاول بالضرب والكلام المبتذل على زوجته ؟!
 
هل بين المنهج التربوي المطروح في المدارس كيف أن تحل النزاعات بين الزوجين بعيداً عن العنف وتدخل الأهل ؟
 
وهل تطرق المنهج التربوي حول مبدأ الثواب والعقاب ، وكيف نهذب سلوكيات الأبناء بعيداً عن الضرب والاستهزاء ؟
 
بل الأهم من هذا كله هل أرشد الطلبة في كيفية التعايش في منزل متفكك جراء الطلاق ؟
 
لا يحتاج الموضوع للبحث والتفكير العميق الإجابة لا !
 
 
وبالحديث عن العلاقة الزوجية عندما كنت طالبة وكان تخصصي في التربية الإسلامية تطرقنا حول إحدى المواضيع المقررة علينا فيما يتعلق بالعلاقة الزوجية ، ولأننا حينها كنا مراهقات من بيئات اجتماعية متباينة حيث أن حرية الحوار حول تلك المواضيع بين الوالدين ليست متاحة للجميع ، رأت المعلمة كثرة الأسئلة والفضول حياة هذا الموضوع التعليمي " قلة أدب " وأي تساؤل تسأله والدتها !
 
نقص آخر يحسب في المناهج التربوية التعليمية ، هل تعلم الأبناء الطلبة على فن الحوار وتقبل اختلاف الآراء بدلاً من الاشتباكات وحل النزاعات تحت شعار " البقاء للأقوى " !
 
هل ترشدهم على احترام القانون والآخرين بدءاً بأبسطها كاحترام الطابور وعدم تجاوز غيره ؟!
بالأمس شهدت هذا الأمر وبالكاد أراه يومياً لا يوجد احترام للطابور ولا حتى مراعاة من هم أكبر سناً أو من يعاني من ظروف صحية بأن يبادر أحدهم بإيثار عن مكانه أو على الأقل لا يأخذ مكان غيره .
 
هؤلاء الطلبة كبروا وتخرجوا من أرقى الجامعات واعتلى البعض منهم مناصب قيادية مفتقراً فن الحوار وتقبل الرأي الذي يناقضه
، وقد يكون فاشل في حياته الزوجية ولا يعرف أن يحل النزاعات إلا بالصراخ وفرض قوته ، فيشهد صغيره بأن الحل الأفضل لنيل ما يريده أو فرض رايه بالصراخ والعنف ، يلاحظ أحد أبويه لا يتقلد بإرشادات المرور وبدروه يخالف هو الآخر فالأمر عادي فوالده / والدته يمارس ذلك !
 
وحينما نأتي بموضوع الثواب والعقاب وما نشهده من مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي يفترض بعض الوالدين بأن حلق الشعر أو إخافة ابنه الشقي أو حتى ضربه على الملأ قد يجعل منه أباً فاضلاً بتهذيب سلوكيات أبنه المعاق !
 
 
ولا أدعو بالتقليد بالغرب فهم بأمس الحاجة إلى من يهذب أخلاقياتهم فرغم أن الكتب السماوية تحذر من المثلية نجدهم يرون بأن ذلك لا بأس به !
 
نحن بحاجة إلى دورات توعية معنية بـ " التعامل مع ضغوط الحياة " ، " فن الحوار " و " تهذيب السلوك " أو المعني بالإتيكيت ولا يجب أن نقلل من قدرها في إشراك الموظفين لهذه الدورات فلكي تكون ناجحاً في عملك عليك أن تكون ناجحاً في علاقاتك .
 
فلا أخجل من الاعتراف بأني أواجه صعوبة في إدارة الوقت مع ضغوط العمل ، وبينت هذا الأمر لمديرتي بأني بحاجة إلى تحسين أدائي وكم كنت سعيدة بوجود دورة معنية في هذا الأمر فأكتفت قائله ظناً بأن ردها سيسرني " أنت شاطرة ما تحتاجين هالدورة ! "
 
ومن ضمن الأمور التي تضايقني كثيراً وأفكر جدياً بالانتقال إلى عمل أو إدارة أخرى هو أن رئيستي تعاني من مشكلة عدم الفصل بين بيتها وعملها ، فأي مشكلة تعاني منها مع أبنائها أو زوجها تصب غضبها على الموظفين ، وكم مره تلفظت بعبارات تأسفت بعدها بحجة ظروف المنزل  ، فما ذنب الموظف الذي يجيد عزل مشاكل بيته عن عمله ويأتي مبتهجاً ويطلق طاقته السلبية في إنجاز مهني بدلاً على الموظفين !
 
وما ذنب بموظف يريد مكافأة معنوية راحة أسبوع في الاشتراك بدورة توعوية وإن كانت عن " الإتيكيت" ؟!
فالبعض لا يجيد هذه الأمور أو يتطلع لأن يكون أفضل مما هو عليه .
 
هذا ما ينقصنا وهذا ما نريده
فهل من مستمع ؟!
 
 

هناك 6 تعليقات:

  1. تحية طيبة...
    المناهج التربوية في اغلب دول الغرب هي متغيرة بشكل عجيب فكل عامين تقريبا تتغير...كما ان حرية الحوار والنقد والتحليل هي بلا حدود على الأغلب مما يعني تنمية ذلك في عقول الطلاب وسلوكياتهم بينما على العكس من ذلك في العالم العربي فمن روضة الأطفال الى الدراسات العليا هي تلقين وتحطيم للعقل الحر والبحث العلمي واساسياته فتكون النتيجة مأساوية وخاوية في تنمية المجتمع والناتج القومي السنوي !...

    ردحذف
    الردود
    1. أتفق معك !

      ينقصنا حرية الحوار والنقد ، نأمل أن تدرك المناهج التربوية ذلك !

      حذف
  2. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  3. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  4. الجيل الحالي بحاجة الى هذه الدورات لو كانت أسبوعية تعطى في المدارس فن الحوار او تهذيب السلوك من تربويين متخصصين بهذا المجال تكون للمدسيين قبل التلاميذ فهم بحاجة ماسة لهذه الفنون او الفنون بشكل عام ������

    ردحذف