16 يونيو 2014

الديانات في القارة السوداء





















اسم الكتاب : الديانات في القارة السوداء
نوع الكتاب : ميثولوجي ، إنثربولوجي ، الأديان
اسم الكاتب : هوبيرت ديشان

اسم المترجم : أحمد صادق حمدي
عدد الصفحات : 196
سنة نشرالترجمة : 2011
دار النشر :المركز القومي للترجمة

ابتعته من دار النشر في معرض الكتاب


في هذا الكتاب سيكون للقارئ رحلة إلى الأدغال بصحبة هوبيرت ديشان ، الذي شغل منصب حاكم المستعمرات الفرنسية في غرب أفريقيا في أوائل القرن الماضي ، متطرقاً في كتابه بالحديث عن الشعوب البدائية ، يرجع أهمية هذا الكتاب كون صاحبه أستاذ في علم الأجناس البشرية بجامعة باريس ، وأخذ بتسمية كتابه بالقارة السوداء دلالة على الشعوب التي تقطن في أفريقيا الغربية وشرقها وجنوبها تمييزاً عن الشمال الأفريقي أو مايعرف بـ بلاد المغرب العربي.

 قسم هوبيرت كتابة إلى قسمين ، في قسمه الأول عن العقائد الموروثة ، مستعرضاً الطقوس الوثنية من تقديس الأسلاف إلى حفل الختان وتعدد الزوجات ، سنلاحظ تعددية المعتقدات من قبيلة لأخرى لكنهم متفقين بأن الكون ومافيه من قوى الطبيعة وحيوانات جزء لا يتجزأ منه ولا سلطة هو عليها بل ذهبت الكثير من القبائل إلى تحريم ذبح بعض الحيوانات لما لها من تقديس كالأفعى والحمل .


في الماضي وتحديداً في سواحل غينيا كان القربان عبارة عن ضحايا بشرية وكان شرفاً لمن يضحي بنفسه لإسترضاء الآلهة إيماناً منه بأن روحه ستحتل جسد ذو مكانه رفيعه في القبيلة ، كما كان نحر الذبائح في مجمله أمراً ضرورياً لاستعادة القوى التي نهكها المرض أو معصية ، أما تقديس الموتى فهم يؤمنون بأن الميت على تواصل مع عالم الأحياء فيظهر لهم في المنام كناصح او معاتب لمن لم يحسنُ في تقديم القرابين له ، ومن شدة تملكهم هذا الاعتقاد توصلت قبائل البانتو لطريقة تخلصهم من موتاهم بأكل لحم الميت ، وحرق عظامه إلى أن تُحال إلى رماد!


ظلت القارة السوداء على وثنيتها ، إلى أن انتشرالاسلام عن طريق إحدى الطرق الصوفية ، وحملات التبشيربالدين المسيحي ، وهذا ما تطرق إليه الكتاب في قسمه الثاني بعنوان الدينان الجديدان ، يرجع الفضل الأكبر لإعتناق الزنوج الإسلام لإحدى الطرق الصوفيه "القادرية" والتي تنسب إلى أحد الأولياء الصالحين عبد القادر الجيلاني ، مؤكداً هوبيرت أن إنتشار الاسلام في تلك البقاع حدث بالسلم ، أما تنصر بعض القبائل تعود لحركة الاكتشاف والتي مهدت فيما بعد حملات التبشير بمختلف مذاهبها والإستعمار لعب دور كبير في ذلك ، ونظراً لبعد القارة السوداء عن بلاد المغرب العربي ، ظل الكثير من الأفارقة متمسكين بمعتقداتهم الوثنية سواء من اسلم أو تنصر بل بعضاً منهم حارب المبشرين ووصف اعتناق المسيحية" بالموت الشخصي ".

هذا الكتاب على الرغم من دسماته خاصة في قسمه الأول الذي استغرق مني أكثر من جلسة قرائية ، إلا أنه ممتع لمن يرغب في التعرف على النظم السياسية والاقتصادية والحياة الاجتماعية والثقافية للشعوب الأفريقية ، وهوبيرت عالم لا يمكن الانقاص من قدره ، فلم ينحاز لطائفة مسيحية دون غيرها ، وتعمقه بالإسلام و التصوف مكنه من التفرقة بين المبتدع والورع.




تقييمي للكتاب
10/7

10 يونيو 2014

المتحذلقات





















اسم الكتاب : المتحذلقات
نوع الكتاب : أدب مسرحي
اسم الكاتب : موليير

اسم المترجم : محمد بدران ، محمد معروض
عدد الصفحات : 80
سنة نشرالترجمة : 2012
دار النشر :شروق بنجوين
ابتعته من مكتبة ذات السلاسل ، الأفنيوز

الهدوء ..
القليل منه فقط ..
لتتعالى أصوات الممثلين عن حولك !
وتدريجياً تفوق مخيلتك عن واقعك إلى أن تتخذ مقعداً على أحد مقاعد مسرحية موليير .

 ماديلون و كاتوس فتاتان متحذلقتان لا تكفان عن التباهي والتصنع ، وجورجيبس ذلك الرجل الطيب الذي يرغب في أن يزوج ابنته وابنة أخيه شابين نبيلين ، ترى ماذا صنعت من سذاجة تلك الفتاتين بهما ؟!

أنا لازلت في المشهد الرابع وأخط تلك السطور !
موليير الشاب الفرنسي الذي سلك طريق الأدب المسرحي وترك المحاماة وهو لا يزال في أوائل العقد الثاني .
كتب ، أخرج وقام بالتمثيل لكثير من الأدوار ، واستطاع أن يؤسس فرقة مسرحية تجوب أقطار فرنسا ، وقدم ما يقارب مائة مسرحية .

كان يعبر عن سخطه للمجتمع الباريسي بأسلوب فكاهي لا يخلو من الواقعية والدعوة للتمسك بالمعايير الفضيلة ، لكن معاصريه لم تسعف عقليتهم السطحية استيعاب رسالته الإنسانية ، فأتهم بخدشه للحياء والحشمه ، وهو أولى الداعين إليها، وعندما فارق عالمنا استحرمت الكنيسة دفنه في مقابرها !

حتى بعد مرور ثلاثة قرون من ميلاد أدبياته - أي في القرن التاسع عشر - أخذ أحدهم يصف موليير بأنه " كاتب رديء ووضيع لا يمكن أن نتصور أردئ ولا أوضع منه ! "

موليير لا يميل إلى التكلف في المفردات اللغوية  ، ربما لأن التواضع من سمته ولا يميل إلى البهرجة أو هكذا تراءى لي .

كان واثق العزم ولم تهبط تلك الانتقادات من معنوياته ، ولم يضعف حتى عندما تزوج من فتاة أدرك بعد فوات الأوان أنها ابنته !!



" أنشد الخير لنفسي حينما وجدته استخدمه كيفما شئت ! "
                                                                            موليير

تقييمي للكتاب
 10/8


04 يونيو 2014

هل أنتم محصنون ضد الحريم ؟























اسم الكتاب : هل أنتم محصنون ضد الحريم؟
نوع الكتاب : المرأة ، تأريخ
اسم الكاتب : فاطمة المرنيسي

اسم المترجم : نهلة بيضون
عدد الصفحات : 202
دار النشر : المركز الثقافي العربي



فاطمة المرنيسي ..

سأتذكر هذا الإسم جيداً ، وإن كانت تلك السيدة عليمة بشئون المرأة إلى أن ترجمت مؤلفاتها للغات عدة ، لكن هذا لا يعني أن كل ما تقوله على صواب !


لستُ قي صدد حصر النقاط التي اعترض معها ، وعوضاً عن ذلك سأستعرض بإيجاز ما أتت به في كتابها .
اعتمدت في المقدمة تفسير للمصطلحات التي غدت لصيقةً للمرأة ، بعضاً منها تم ابادتها والبعض الآخر مازالت موجودة .



جارية ، غيشا ، والمحظية " التي ذاعت لدى جيراننا الأوربيين ، وألهمت فنانيهم بدءاً من إنغر وصولاً إلى ماتيس وبيكاسو " والمحظية أصل الكلمة تركية ، وتدل على المرأة الحبيسة في البيت المحجوبة عن العامة وتركن في حجرة لا ترى من هم خارح جدران المنزل وهو مصطلح يرادف كلياً الحريم " النساء اللواتي يعشن فيه ويملكهن رجل واحد هو الحامي والسيد " .


لعب الفنانون في القرن الثامن عشر والتاسع عشر دوراً في نشر معتقدات خاطئة ومهمشه للمححظية متجسداً ذلك في لوحاتهم ، بل تعمد أحدهم وهو ماتيس بوصفهن منجرفات نحو الرغبات الغير سوية مع زميلاتهن في الحمام التركي ، وشغف الأوروبيون نحوهن دفع الكثير الاعتقاد بأن الحريم ابتكره العرب أو المسلمين !

ارتبط ظاهرة الحريم بوجود الخصي الذي يمثل حامي حريم السيد ولا خوف منه ولاخوف منه  فهو طفل على هيئة رجل !
انتشر الخصي في عهد الخلافة العباسية والعثمانية بكثره ، وتعلل فاطمة أن كثرة الحريم - والتي عادة هن أسرى الحرب - والخصيان تعد رمزاً للسلطة والعظمة للخليفة والسلطان .

إن لم يبتكره العرب فمن إذن ؟

" عرف الحريم الإمبراطوري في تاريخ المتوسط قبل 700 عام على ظهور الإسلام ، لدى الإغريق والرومان " كما كان سائداً في أثينا ، فالرجال بالكاد يرون النسوة في الأسواق والشوارع وإن لمح إحداهن فأغلبهن خادمات أما ، السيدة فهى لاتجرأ على تجاوز باب المنزل ، أما الخصي فقد تبنت إحدى الفرق الدينية المسيحية هذه الطقوس من فرط العفة والطهارة وعلى حد قول ترتوليان " إن ملكوت السماوات مفتوح للخصيان ! " .


فاطمة المرنيسي جريئة في الطرح ولا تكلف نفسها عناء البحث عن ألفاظ أكثر حشمة ، لذا هذا الكتاب لا يناسب من هم دون العشرين ، أنا ممتنة لتلك السيدة وأكن لها إعجاباً لشغفها حتى لو لم نتفق في بعض الأمور ، فقد فتحت لي آفاقاً جديدة ، ولا قيمة للكتاب مالم يحشر في عقل القارئ عدة تساؤلات !


في الختام لابد من الإجابة على تساؤل الكاتبة ..
هل أنتم محصنون ضد الحريم ؟

الجواب ليس بالسهولة كما يظن البعض ، فمع التقدم التكنولوجي والعولمة التي يشهدها القرن الواحد والعشرين كل شيء تغير والحريم اتخذت رداءاً بما يلائم عصرنا الحالي ، أذكر أني دعوت لحفل زفاف في بلدى صغيره الحجم التي توازي منطقة في البلاد الأخرى تجد ثقافات عديدة حتى أذكر ذات مره أتى بروفسور أجنبي تعجب من تعدد هوياتنا الاجتماعية والثقافية ، مالا يعرف الرجال مايحدث في قاعة الزفاف سيعرفه في الأسطر التالية .

الفتيات في قمة الأناقة إلى حد الإفراط بعضاً منهن أتين للتبركة والبعض الآخر لحاجة وهى البحث عن نصفها الآخر ، طبعاً الرجل المطلوب غير موجود والذي يمثل دوره والدته وبمساعدة في بعض الأحيان أخوته ، ترقص الفتاة الحالمة على أنغام الموسيقى مع حركة مميزة تقوم بيدها اليمنى تصارع لأن تكون الورقة الرابحة من بين الراقصات تقف والدتها التي تطلق اليباب وتصفق بحماس لأبنتها حتى وإن كان رقصها دون الجيد !

تكرر المشهد لأكثر من فتاة ، شعرت وكأن روح مارغريت ميد تلبستني وبدلاً من دفتر ملاحظاتها أمتع نفسي بقطع شوكولاته ، لاحظت أن أهل الفتاة التي تعدتني للحفل يتشاورون ويلقون النظرة علِي بين الحين والآخر ، عرفت حينها بأن دعوتي كانت مقصودة ، ومن حسن حظي ومن سوء حظهم بأني لم أكن الفتاة المطلوبة !

جلست مع إحدى الزميلات أحدثهن عما جرى في الحفلة وماسر تلك الحركة التي تقوم بها الفتيات عند كل رقصة ، تبين فيما بعد أنها ترمز بأنها غير متزوجة وعندما تهم بالرقص بالقرب من والدتها فهى تخبر الحضور بأن من يرغب بالخطبة فهذه والدتي !

لست متهجمة أو أسخر بقدر الشفقة عليهن تخيل أن كل الفتيات في الحفل يقمن بهذا الدور ألا يثير شفقتك !

إن كان الحريم يرمز لكثرة النسوة وخضوعهن لرجل واحد دون مناقشة في أي أمر أوطلب ، فالآن الحريم أصبحن إمرأة واحده وتجرأت بتجاوز باب المنزل للعمل أو التعليم ، لكنها تسعى بتدبير الخطط لجذب الانتباه حتى لو بالمكر والعصيان !

أعرف أكثر من فتاة ارتضت بخلع الحجاب لكي ترضي زوجها ، ثم ترى بأن ذلك حرية شخصية وإيمانها في القلب لا بلف الشعر بقطعة قماش ، فيه بعض من الصواب والكثير من العصيان ، وإن زينت بأرقى الحلي والماركات فهى تخادع نفسها بأنها متحررة وهى لا زالت من مخلفات حريم السلطان !


مابين الأقواس اقتباسات
تقييمي للكتاب
10/8