16 أبريل 2015

الدم في النصوص المقدسة



















اسم الكتاب: الدم في النصوص المقدسة
نوع الكتاب : الأديان ، تحليل ، نقد
اسم الكاتب : الأسعد العياري
عدد صفحات الكتاب : 208
سنة النشر :2014
دار النشر : المركز الثقافي العربي


في السنوات الأخيره حرصت أن أكون مجهزه -مسبقاً- بقائمة الكتب  التى أود شرائها بعد التأكد من  محتواها المفيد وعدم الاغترار بمظهرها الجميل !

إلا أن هذا الكتاب مختلف عن كل الكتب ، أولاً العنوان بحد ذاته يدفعك لا شعورياً بتصفحه ، دعك إن كنت لست من محبي قراءة الأديان السماوية مكتفياً بدينك - وبرأي من الحكمة التثقف بمن لست على دينهم ! - فمن النادر جداً العثور على كتب توحد النصوص المقدسة  الثلاث  ( العهد القديم ، العهد الجديد ، والقرآن الكريم ) بالتحليل والربط في كتاب واحد ، فأخذت أحدث نفسي " لا بأس بشراء كتاب ليس من ضمن القائمة !"

يرى الكاتب بأن الدم إرتبط بالأديان الأرضية قبل السماوية ، متمثلاً بالقرابين البشرية والحيوانية ، لتجنب غضب القوى الطبيعة واحلال السلم ، وحينما ظهرت الأديان السماوية اتخذ التضحية بالدم البشري مظهراً مختلفاً مثل ختان الذكور كما هو عند أهل التوراة والقرآن الكريم كواجب ديني ، في حين يرى أهل الإنجيل ليس بالضرورة و لا يعد شرطاً من الطهارة ،وتحدث عنها بشيء من الإسهاب في الفصل الأول من كتابه بعنوان الدم المسفوح على عتبات المقدس .

وكان للقارئ وقفه تحليليه عبر الكتب المقدسة حول نجاسة الدم وطهارته ، من بين تلك المواضيع التى تطرق بالحديث عنها في فصله الثاني ميثولوجيا الدم ثنائية القداسة والنجاسه ، إجماع الكتب المقدسة بحرمة قتل النفس بإستثناء إباحة اليهود من هم ليسوا على دينهم !

وفي فصله الأخير المحمولات الرمزية للدم في الديانات السماوية ، يؤرخ رموز العنف وكيف غدا مقدساً ومباركاً كما في الحروب الدينية .


رأي في الكتاب :

تفرد الأسعد العياري بنشر كتاب بالكاد تجد مثيله بين الكتب الحديثة ، إذ تشعر وكأنه مكملاً لما سبقه من العارفين في شئون علوم الأديان ، أحببت كثيراً وضع فهرس الآيات للعهد القديم والجديد ، والقرآن الكريم فيما يخص موضوع الدم كختام للفصول الثلاثة .

مالا يعجبني في الكتاب - وأرجو من صاحبه ألا يسيء الفهم ويعتبرها موضوعية بعيدةً عن تحيزي لديني ! - بدايةً احترم ما يؤمن به كل كاتب وإلا فمن الغير الصواب إعتباري بقارئ  ، إن شاء أي كاتب عرض فكرته أو نقد موضوع حساس - ولا شيء في العالم أكثر حساسية من الدين- فعليه أن يكون نقده لايميل إلى إثاره غضب القارىء وإن كان على صواب !

سأشتهد بإقتباس بعض من الفقرات التى تطرقت بالحديث عن قصة سيدنا إبراهيم وإبنه إسحاق عليهما السلام حينما أراد نحره  كما تقتضي الرؤيا " سرعان ما تم استبدالها بمرحلة أخرى عوض فيها دم الحيوان دم الانسان بما يتناسب مع الشهوة الإلهيه التي أمرت إبراهيم بذبح ابنه ، وتقديمه قرباناً سرعان ماتم استبداله بكبش فداء " صفحة 29

" فصار الدم مطلباً إلهياً يصر الإله على طلبه ، وقد مثلت رؤية إبراهيم في النصين المقدسين (التوراة ) و (القرآن) إعلاناً ربانياً عن توق الإله إلى قربان بشري بتلذذ برائحة دمه فيرضى " صفحة 25

أذكر قرأت كتاب بحار الحب عند الصوفية للكاتب أحمد بهجت كان يقوم بنقد الصوفيه تاره وبالمذاهب الدينية تارة أخرى ، لم تكن كتابته استفزازية ، ولم تكن بالضرورة تقنعي فيما توصل إليه وما يعتقده صواباً وكثيراً ما اختلفت معه ، لكنه نجح في الحفاظ على هدوء القارئ واستئناف القراءة ، وإن كان يبغض الصوفيه ، وهذا ما افتقدته في قلم الأسعد العياري !

كان الكتاب بحاجة للمراجعة في بعض الأحكام الدينية تجنباً للوقوع في الخطأ والتى قد تؤثر في مصداقية وقيمة محتواه " وتكون مطالبة في الفقة الاسلامي أن تقضي مافاتها في ايام الحيض والنفاس من صوم رمضان ومافاتها من صلاة " صفحة 102 ، هناك احاديث نبوية بين سيدنا محمد عليه السلام وإمرأته عائشة رضي الله عنها ينفي فيه رسولنا صلاة مافات على الحائض و النفاس  !

وعلى الرغم من ذلك كله ، فقد أثار هذا الكتاب حواراً شيقاً مع إحدى زميلات العمل ، تطرقنا لعدة مواضيع، وقد لاحظت إعتماد بعض الأحيان مصادر المستشرقين حول أمور دين الإسلام ، وكان من الأفضل إعتمادها من أهل هذا الدين !




تقييمي للكتاب
10/5