04 يونيو 2014

هل أنتم محصنون ضد الحريم ؟























اسم الكتاب : هل أنتم محصنون ضد الحريم؟
نوع الكتاب : المرأة ، تأريخ
اسم الكاتب : فاطمة المرنيسي

اسم المترجم : نهلة بيضون
عدد الصفحات : 202
دار النشر : المركز الثقافي العربي



فاطمة المرنيسي ..

سأتذكر هذا الإسم جيداً ، وإن كانت تلك السيدة عليمة بشئون المرأة إلى أن ترجمت مؤلفاتها للغات عدة ، لكن هذا لا يعني أن كل ما تقوله على صواب !


لستُ قي صدد حصر النقاط التي اعترض معها ، وعوضاً عن ذلك سأستعرض بإيجاز ما أتت به في كتابها .
اعتمدت في المقدمة تفسير للمصطلحات التي غدت لصيقةً للمرأة ، بعضاً منها تم ابادتها والبعض الآخر مازالت موجودة .



جارية ، غيشا ، والمحظية " التي ذاعت لدى جيراننا الأوربيين ، وألهمت فنانيهم بدءاً من إنغر وصولاً إلى ماتيس وبيكاسو " والمحظية أصل الكلمة تركية ، وتدل على المرأة الحبيسة في البيت المحجوبة عن العامة وتركن في حجرة لا ترى من هم خارح جدران المنزل وهو مصطلح يرادف كلياً الحريم " النساء اللواتي يعشن فيه ويملكهن رجل واحد هو الحامي والسيد " .


لعب الفنانون في القرن الثامن عشر والتاسع عشر دوراً في نشر معتقدات خاطئة ومهمشه للمححظية متجسداً ذلك في لوحاتهم ، بل تعمد أحدهم وهو ماتيس بوصفهن منجرفات نحو الرغبات الغير سوية مع زميلاتهن في الحمام التركي ، وشغف الأوروبيون نحوهن دفع الكثير الاعتقاد بأن الحريم ابتكره العرب أو المسلمين !

ارتبط ظاهرة الحريم بوجود الخصي الذي يمثل حامي حريم السيد ولا خوف منه ولاخوف منه  فهو طفل على هيئة رجل !
انتشر الخصي في عهد الخلافة العباسية والعثمانية بكثره ، وتعلل فاطمة أن كثرة الحريم - والتي عادة هن أسرى الحرب - والخصيان تعد رمزاً للسلطة والعظمة للخليفة والسلطان .

إن لم يبتكره العرب فمن إذن ؟

" عرف الحريم الإمبراطوري في تاريخ المتوسط قبل 700 عام على ظهور الإسلام ، لدى الإغريق والرومان " كما كان سائداً في أثينا ، فالرجال بالكاد يرون النسوة في الأسواق والشوارع وإن لمح إحداهن فأغلبهن خادمات أما ، السيدة فهى لاتجرأ على تجاوز باب المنزل ، أما الخصي فقد تبنت إحدى الفرق الدينية المسيحية هذه الطقوس من فرط العفة والطهارة وعلى حد قول ترتوليان " إن ملكوت السماوات مفتوح للخصيان ! " .


فاطمة المرنيسي جريئة في الطرح ولا تكلف نفسها عناء البحث عن ألفاظ أكثر حشمة ، لذا هذا الكتاب لا يناسب من هم دون العشرين ، أنا ممتنة لتلك السيدة وأكن لها إعجاباً لشغفها حتى لو لم نتفق في بعض الأمور ، فقد فتحت لي آفاقاً جديدة ، ولا قيمة للكتاب مالم يحشر في عقل القارئ عدة تساؤلات !


في الختام لابد من الإجابة على تساؤل الكاتبة ..
هل أنتم محصنون ضد الحريم ؟

الجواب ليس بالسهولة كما يظن البعض ، فمع التقدم التكنولوجي والعولمة التي يشهدها القرن الواحد والعشرين كل شيء تغير والحريم اتخذت رداءاً بما يلائم عصرنا الحالي ، أذكر أني دعوت لحفل زفاف في بلدى صغيره الحجم التي توازي منطقة في البلاد الأخرى تجد ثقافات عديدة حتى أذكر ذات مره أتى بروفسور أجنبي تعجب من تعدد هوياتنا الاجتماعية والثقافية ، مالا يعرف الرجال مايحدث في قاعة الزفاف سيعرفه في الأسطر التالية .

الفتيات في قمة الأناقة إلى حد الإفراط بعضاً منهن أتين للتبركة والبعض الآخر لحاجة وهى البحث عن نصفها الآخر ، طبعاً الرجل المطلوب غير موجود والذي يمثل دوره والدته وبمساعدة في بعض الأحيان أخوته ، ترقص الفتاة الحالمة على أنغام الموسيقى مع حركة مميزة تقوم بيدها اليمنى تصارع لأن تكون الورقة الرابحة من بين الراقصات تقف والدتها التي تطلق اليباب وتصفق بحماس لأبنتها حتى وإن كان رقصها دون الجيد !

تكرر المشهد لأكثر من فتاة ، شعرت وكأن روح مارغريت ميد تلبستني وبدلاً من دفتر ملاحظاتها أمتع نفسي بقطع شوكولاته ، لاحظت أن أهل الفتاة التي تعدتني للحفل يتشاورون ويلقون النظرة علِي بين الحين والآخر ، عرفت حينها بأن دعوتي كانت مقصودة ، ومن حسن حظي ومن سوء حظهم بأني لم أكن الفتاة المطلوبة !

جلست مع إحدى الزميلات أحدثهن عما جرى في الحفلة وماسر تلك الحركة التي تقوم بها الفتيات عند كل رقصة ، تبين فيما بعد أنها ترمز بأنها غير متزوجة وعندما تهم بالرقص بالقرب من والدتها فهى تخبر الحضور بأن من يرغب بالخطبة فهذه والدتي !

لست متهجمة أو أسخر بقدر الشفقة عليهن تخيل أن كل الفتيات في الحفل يقمن بهذا الدور ألا يثير شفقتك !

إن كان الحريم يرمز لكثرة النسوة وخضوعهن لرجل واحد دون مناقشة في أي أمر أوطلب ، فالآن الحريم أصبحن إمرأة واحده وتجرأت بتجاوز باب المنزل للعمل أو التعليم ، لكنها تسعى بتدبير الخطط لجذب الانتباه حتى لو بالمكر والعصيان !

أعرف أكثر من فتاة ارتضت بخلع الحجاب لكي ترضي زوجها ، ثم ترى بأن ذلك حرية شخصية وإيمانها في القلب لا بلف الشعر بقطعة قماش ، فيه بعض من الصواب والكثير من العصيان ، وإن زينت بأرقى الحلي والماركات فهى تخادع نفسها بأنها متحررة وهى لا زالت من مخلفات حريم السلطان !


مابين الأقواس اقتباسات
تقييمي للكتاب
10/8

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق