اسم الكتاب : البومة - التاريخ الطبيعي والثقافي
نوع الكتاب : عالم الحيوان، ميثولوجي ، أدب ، الفن التشكيلي
اسم الكاتب : ديزموند موريس
اسم المترجم : د.أحمد خريس
عدد الصفحات : 212
سنة النشر : 2010
دار النشر : كلمة - هيئة أبوظبي للثقافة والتراث
ابتعته من معرض الكتاب الماضي
ابتعته من معرض الكتاب الماضي
عندما كان ديزموند موريس طفلاً قام بقتل بوم جريح لإنهاء حياته بدلاً من موته البطيء ، إلا أن ضميره أخذ يأنبه طيلة حياته لذا أراد من كتابه التكفير عن ذنبه ..!
سبق أن قرأت لسلسلة الحيوانات منها الغراب ، لكن هذه مختلفة كلياً هى أشبه بموسوعة تطرق صاحبه عن البوم من الجانب الفسيولوجي ، الإنثربولوجي وبالأخص في الجانب الأدبي والثقافي .
لماذا نعبس من رؤية البوم ؟!
سؤال يروادني كثيراً ، عن نفسي أنا أعشق هذا الطائر
قبل مدة ليست ببعيدة إحدى الزميلات وجدت قلادة على شكل طائر البوم كانت ستقتنيها لي لولا إعتقادها أنها ستجلب النحس ..!
أنا لا أؤمن بتلك الخرافات ، فالله سبحانه كرَم جميع خلقه وأظن بل أنا على يقين بأن النظرة التشاؤمية للبوم ترجع لأسباب ثقافية لا دخل لمظهرها.
عندما كرَس موريس البحث عن التاريخ الثقافي للبوم تبين أن معظم حضارات الشعوب تحقر من منزلته ، هذا إن استثنينا الميثولوجيا الإغريقية و الإندونيسية التي كانت تبجله وتعتبره حكيماً .
لكن التجارب المخبرية تؤكد بأن الغراب يفوق ذكاءاً من البوم رغم أن هيئة ذلك الأخير تخدعك لتحسبه الأذكى عن سائر الطيور ، فهو على الرغم من قوة بصره الذي يفوق الإنسان بخمس وثلاثين مرة إلا أنها تضعف صباحاً ذلك لأنه طائر ليلي ، ومن أكثر الأمور التي أثارت إعجابي بهذا الطائر قدرته على لفظ بقايا طعام فريسته من عظام ومناقير عن طريق منقاره لتخرج على شكل كره رطبه مستطيلة الشكل ، تلك البقايا عادة ما تكون في جوفها الأشياء الصلبة والحادة لتغلفها طبقة لينة كالفرو والريش ويعمد إلى هذا التغليف لتجنب أي خدش أو جرح يتعرض له أثناء عملية اللفظ .
ومن أكثر الوقائع التي أعجبتني حكاية فلورنس نايتيجيل عندما كانت هذه الممرضة في زيارة لمدينة أثينا شاهدت أطفالاً يعذبون بوم صغير ، فقامت فلورنس بعلاج جروحه ومنذ ذلك الحين تعمقت علاقتها به وأسمته أثينا تمنياً بآلهة الحكمة الإغريقية ، كانت تجلسه على أصابعها وتطعمه بل كلما همَت بالسفر أخذته معها وكان جيبها مأمنه ، وعندما تعرضت البلاد للحرب إنشغلت بعلاج الجرحى فبقي البوم في المنزل وظن أفراد عائلتها لو تم ترك البوم في علية المنزل سيقضي على الفئران إلا أن من شدة أليفته كان يعجز القبض على فريسته فقد اعتاد أن تطعمه مربيته إلى أن مات جوعاً ..!
حزنت كثيراً فلورنس حتى أنها أرادت له الخلود فطلبت من خبراء التحنيط أن يحنطوا البوم وهو في وضعيه كما لوكان حياً ، بقي في منزلها إلى أن وافتها المنية وذلك في عام 1910 بعدها تم شراء البوم وعرضه في متحف يحمل اسم صاحبته في مستشفى القديس توماس في لندن .
تطرق الكتاب لأكثر من فصل يتحدث عن أشهر الأدباء والرسامين من أمثال بيكاسو والرسام السيريالي البلجيكي المبدع رينيه ماجريت ، ومن هذا الكتاب عشقت أعمال الشاعر الفرنسي جان دو لافونتين التي امتازت أدبياته بسرد الحكايا التي كانت أبطالها الحيوانات ففي قصة (طائر البومة والنسر ) أنهما عقدا معاهدة صلح وأمليت هذه المعاهدة ألا يهاجم أحدهما فراخ الآخر فأخذت البوم تصف للنسر بمدى جمال فراخه وجمال أعينهم البراقة ، لكن النسر أكل فراخها بعد أن وجدها لا تتحلى بالجمال الذي وصفتها البومة فحسب أنهم ليسوا بفراخها ، العبرة من هذه الحكاية أن الأطفال وإن كانوا دميمين فأنهم في أعين آبائهم جميلين لكن ليس بالضرورة أن يكونوا كذلك في أعين الآخرين .
وبعد أن تطرقت بالحديث عن البوم من الجانب الفسيولوجي والميثولوجي والأدبي استنتجت لِمَ كل هذه النظرة التشاؤمية للبوم !
أسلوب حياته فريدة من نوعها هو ليس كبقية الطيور ، فهو عادة يفضل الوحدة على البقاء مع الجماعة ثم أنه طائر ليلي ناهيك عن نعيبه الغير محبب سماعه ، كما استخدمت أعضاءه لأعمال السحر والشعوذه ، و يميل إلى التحديق بمن يحدق به ، وهو بتصرفه هذا يشبه البشر هذا إن دققنا في شكل رأسه فهو يشبه رأس الإنسان كثيراً ، أذكر ذات مره كنت في المركز العلمي أقرأ الرقص مع البوم لغادة السمان فور أن انهيت من قراءة الكتاب مررت بالإكواريوم فإلتقطت صورة للبوم ، رمقني بتحديقته الشهيره بعد أن أدار رأسه كاملاً خفت لبرهة ، يتعمد قيام البوم بهذه الحركة لأنه عينية لاتقدر على رؤية الجوانب لذا عليه إدارة رأسه .
الآن بعد أن فرغت من قراءة الكتاب أشعر وكأني أود إعادة قرائتها من جديد .
:)
لمزيد من التفاصيل عبر رابط مشروع كلمة
تقييمي الكتاب
10/10