هذه المره لن أتحدث عن الكتب سأتطرق لموضوع مختلف كلياً .
في كل عام من الخامس / السادس والعشرون من فبراير تحتفل الكويت بعرسها الوطني على استقلالها وتحريرها من سطوة الغزو العراقي الغاشم ، لكل مواطن له الحق في التعبير عن فرحه ، لكن " كل شي لي زاد عن حده ينقلب ضده " حتى في الفرح ولايحق لأي مرء كان طفلاً أم راشداً ان يعكر يوم غيره على حساب فرحه !
ماحدث في الأمس قد حدث في الأعوام الماضية وسيتكرر في الأيام القادمة وأخشى أن تكون " عادة " تتكرر في كل عام إلى أن تكون جزء من "عوايدنا " .
مساء البارحة غادرت العمل في الرابعة والربع لأشاهد الأطفال على ممر الشارع متجمهرين عند إشارات المرور، بدلاً من رفع الأعلام و وترديد الأغاني الوطنية نجد كل واحدٌ فيهم يحمل " رشاشات ماي " يفرغونها على السيارات ومنهم يتقصد ملؤها بالماء والصابون والبعض الآخر يضع أدهى من ذلك و"مستشفى البحر" شاهدٌ على الأضرار التي خلفتها تلك المواد على أعين الركاب !
قبل أن أعود إلى البيت كنت في حاجة لشراء بعض الحاجيات من " سوق شرق " لأتفاجئ بهؤلاء الصبية والإزدحام المروري اللا مبرر له ، فقررت عدم الذهاب خشيةً على ما قد سيحدث لي كما حدث لإحدى الفتيات التي تهجم عليها الأولاد وتجرأوا بفتح باب سيارتها وأمطروها بالماء إلا أن بللت بالكامل بإسم " الفرحة الوطنية " فما كان عليها سوى البكاء والتوسل ولاحياة لمن تنادي فالأطفال يعبرون عن فرحة التحرير ليس إلا !
هذه التصرفات الصبيانية لم نكن نمارسها عندما كنا صغاراً ، نحن الذين قاسينا الرعب والرهبة من رؤية الدبابات وسماع الرشاشات والصواريخ ، وكم عانينا من أجل لقمة نتقاسمها بين الجيران حتى أضطررنا أكل الأطعمة المنتهية الصلاحية ، وكم مره انطفأت الكهرباء ، وغابت الشمس عنا وغدت السماء رماداً بفعل حرق الآبار ، كنا بالكاد نحصل على الماء عن طريق " التناكر" بغرض الاغتسال بعد أن صبغت جلودنا بالبترول !!
نحن الأحق بالفرحة والتعبير عنها ورغم ذلك لم نكن نفعل ما يفعله جيل اليوم ، كنا نزين أنفسها بالأعلام وترديد الأغاني الوطنية تمر المركبات بالقرب منا ولا يرى سوى أيادي الأطفال ترفرف الأعلام وكأنه ماراً بموكب لإحدى الصفوة !
أسأل هؤلاء الصبية ماذا تعرف عن الخامس / السادس والعشرون ...
لاشيء !!
دعك من هذا كله ، ماذا عن أولئك الذين يأتون لمشاهدة أعيادنا ، ماهو الإنطباع الذي تركناه في أنفسهم عنا ؟!
ماذا لو تهجم هؤلاء الأطفال عليهم وأمطروهم بالماء وهم في كامل زينتهم وفرحتهم ، هل سيتقبلونها برحابة صدر ؟
أستبعد ذلك !!
لا أضع اللوم على رجال المرور الذين بذلوا قدر استطاعتهم في تنظيم السير " ويعطيهم ألف عافيه " اللوم كله على أولياء الأمور ، فإذا كان ردك بأنهم " يهال مايفتهمون " فهو دورك " يالأبو والأم " أن تغرس الوطنية في نفوس أبنائكم ، الوطنية التي تتمثل بإحترام الآخرين ورجال الشرطة ، وإلتزامكم أنتم أيها الوالدين بقواعد المرور لا أن أوقف سيارتي في وسط الطريق لمجرد أن أبنائي " يبون يرشون الماي على يهال السيارة اللي يمك "!
فهذه التصرفات " مو من عوايدنا يا أهل ديرتي "
وكل عام والكويت وأهلها بخير وأمان
:)