
عنوان الكتاب : مدن تأكل العشباسم الكاتب : عبده خال
نوع الكتاب : رواية
عدد الصفحات : 348دار النشر : الساقي
سنة النشر : 1998 ط2
ابتعته من مكتبة العجيري
يكثر السفر في موسم الصيف بغرض كسر الروتين و النعيم بقليل من الراحة ، ورغم أن تلك الرحلات مكلفة إلا أن هنالك رحلة من نوع آخر يجهلها البعض وهى الوحيدة التي لن تتطلب منك تذكرة و جنطة سفر ألا هى قراءة الروايات ..!
لي معيار أعتمد عليه في تقييم أي كتاب أقرأه و بالأخص الروايات وهى عدم ادراكي للوقت وهو يمضي ..!
هذه الرواية رغم أنها تفوح منها أحداث سياسية إلا أنها شهية و ممتعة و يمكن ابتلاعها حتى و إن كنت لا تحب السياسة مثلي :)
اقتباساً من خلف غلاف الرواية ..
" القافلة لم توصل " يحيى " الصغير حيث كان ينبغي أن يصل ، تتوزع الأماكن في حياته و يبتعد واحدها عن الآخر ، كما يتوزع الأهل المفترضون ، لكن خيطاً يشد المتفرق فيلمه في واحد هو السيرة على اختلاف رواتها .
المسافات مابين جدة و قريته الأصلية تنأى بقدر ماتكبر جدة في عينيه الصغيرتين ، و كلما كبرت المدينة صغر حيالها .
و تمضي الحياة ، حياته و قد صار شاباً ، في احتمالاتها ، إلا أن صورة الأطفال الذين جعلوا عبيداً ظلت طرية في ذاكرته التي لم تهرم .
و التحق فعلاً بمن وعدوه بالخلاص ولاحوا في عينيه مخلصين ، غير أن غير أن سيرته مثل سير الضحايا الكثيرين ، ظلت تلهث وراء أحداث كبرى و عواطف مستحيلة ، وفي النهاية كفت القدرة على الاحتمال ، فكل يوم تطلع الشمس لتقتل حلماً كنا نعيشه .. "
تشغل الرواية أكثر من قضية اجتماعية بعضاً منها كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية كظاهرة العبيد ، تلك النظرة الاستعلائية التي ينظر بها الأسياد على الأرقاء وسيطرتهم على كافة حقوقهم من دون وجهة حق ، ولوعة فراق حنان الأم ابنها الذي غدا شاباً يافعاً يجهل مصير أسرته بعد اندلاع الحرب و موت مئات الضحايا حتى أنه فقد الأمل في العثور عليهم ، وبين نارين يخفق قلبه بنبضات الحب فيعشق الرق سيدته لكن قيم المجتمع تأبى أن تعترف بأن للعبد مشاعرتفيض بالحب كحال بقية البشر ..
الجميل في الرواية أنها لا تتطرق في الحديث عن جانب معين ، بل كانت أشبه بسيرة حياة طفل يمر بمراحل عمرية تتغير فيها عواطفه و نظرته للحياة و من حوله ، استشعرت بطعم الجوع و الفقر و الغربة .
حقيقة الرواية تحيطها بعض الغموض اذ اشار كل من الراوي و الناشر بأن بعض من الأحداث نسبت معلوماتها لشخص مجهول غير عبده خال فهل هى مجرد من نسج الخيال أم أنها واقعية ..؟!
خلاصة القول نجحت الرواية في تجسيد حياة البؤساء و حياة أهل البادية ، حتى أنه قام بوضع هوامش تفسر بعض العادات الاجتماعية التي كانت سائدة في ذلك الوقت ...
أنصحكم بقرائتها ..
أعجبت بكثير من الجمل و التي اعتبرها حكم نثرها عبده خال بين أسطر روايته ..
" اكتشفت أن البشر كالتفاح ناضجون و متماسكون خلف قشرة رقيقة إذا اجترحها سكين تأكسدت و اقتربت من العطب بسرعة مذهلة " " الرجل هو القادر على صنع حياته في أي ظرف من الظروف ، عليه فقط أن يبتعد عن الخسة و الذل ، و ألا يجمع برجليه هوى وجبناً "
" إذا أردت أن تعرف سر الحياة فعليك بالحب ، هو الشئ الوحيد الذي يمنحك سر الوجود"
" ليس عيباً أن تخطئ لكن العيب ان تستمر على هذا الخطأ و لكي تتجنب الاخطاء لابد ان تتعلم "
" الليل بوابة نعبرها فنكشف ذلك الخيط الأبيض فتنقشع غلالة أحلامنا ، و تفيق على أننا كنا نحلم ، و أننا أمضينا ليلاً طويلاً من ذرف الأماني الباردة ، تلك الأماني التي تلتصق بمخادعنا و تحترق بأشعة الشمس الصاعدة ، كل يوم تطلع الشمس لتقتل حلماً كنا نعيشه "
تقييمي للرواية
10/8
:
قمت مؤخراً بشراء مجموعة من الكتب بعضاً منها اقتينتها بناء على قراءات
أعجبت بها من قبل بعض الأصدقاء وودت عرض ما شريته :)
حاج كومبوستيلا .. لـ باولو كويلو
عزازيل.. لـ يوسف زيدان
صحوة الناس .. لـ عزيز نيسين
عدو المسيح و الرعاة .. لـ فاش ألبرت المتمردة .. لـ مليكة مقدم
يوم أشرقت الشمس من الغرب .. لـ نديم نجدي أرجوكم لا تسخروا مني .. لـ جودي بلانكو تكلم حتى أراك .. لـ أنيس منصور
ستأتي الصبية لتعاتبك .. لـ غادة السمان
نوع الكتاب : رواية
عدد الصفحات : 348دار النشر : الساقي
سنة النشر : 1998 ط2
ابتعته من مكتبة العجيري
يكثر السفر في موسم الصيف بغرض كسر الروتين و النعيم بقليل من الراحة ، ورغم أن تلك الرحلات مكلفة إلا أن هنالك رحلة من نوع آخر يجهلها البعض وهى الوحيدة التي لن تتطلب منك تذكرة و جنطة سفر ألا هى قراءة الروايات ..!
لي معيار أعتمد عليه في تقييم أي كتاب أقرأه و بالأخص الروايات وهى عدم ادراكي للوقت وهو يمضي ..!
هذه الرواية رغم أنها تفوح منها أحداث سياسية إلا أنها شهية و ممتعة و يمكن ابتلاعها حتى و إن كنت لا تحب السياسة مثلي :)
اقتباساً من خلف غلاف الرواية ..
" القافلة لم توصل " يحيى " الصغير حيث كان ينبغي أن يصل ، تتوزع الأماكن في حياته و يبتعد واحدها عن الآخر ، كما يتوزع الأهل المفترضون ، لكن خيطاً يشد المتفرق فيلمه في واحد هو السيرة على اختلاف رواتها .
المسافات مابين جدة و قريته الأصلية تنأى بقدر ماتكبر جدة في عينيه الصغيرتين ، و كلما كبرت المدينة صغر حيالها .
و تمضي الحياة ، حياته و قد صار شاباً ، في احتمالاتها ، إلا أن صورة الأطفال الذين جعلوا عبيداً ظلت طرية في ذاكرته التي لم تهرم .
و التحق فعلاً بمن وعدوه بالخلاص ولاحوا في عينيه مخلصين ، غير أن غير أن سيرته مثل سير الضحايا الكثيرين ، ظلت تلهث وراء أحداث كبرى و عواطف مستحيلة ، وفي النهاية كفت القدرة على الاحتمال ، فكل يوم تطلع الشمس لتقتل حلماً كنا نعيشه .. "
تشغل الرواية أكثر من قضية اجتماعية بعضاً منها كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية كظاهرة العبيد ، تلك النظرة الاستعلائية التي ينظر بها الأسياد على الأرقاء وسيطرتهم على كافة حقوقهم من دون وجهة حق ، ولوعة فراق حنان الأم ابنها الذي غدا شاباً يافعاً يجهل مصير أسرته بعد اندلاع الحرب و موت مئات الضحايا حتى أنه فقد الأمل في العثور عليهم ، وبين نارين يخفق قلبه بنبضات الحب فيعشق الرق سيدته لكن قيم المجتمع تأبى أن تعترف بأن للعبد مشاعرتفيض بالحب كحال بقية البشر ..
الجميل في الرواية أنها لا تتطرق في الحديث عن جانب معين ، بل كانت أشبه بسيرة حياة طفل يمر بمراحل عمرية تتغير فيها عواطفه و نظرته للحياة و من حوله ، استشعرت بطعم الجوع و الفقر و الغربة .
حقيقة الرواية تحيطها بعض الغموض اذ اشار كل من الراوي و الناشر بأن بعض من الأحداث نسبت معلوماتها لشخص مجهول غير عبده خال فهل هى مجرد من نسج الخيال أم أنها واقعية ..؟!
خلاصة القول نجحت الرواية في تجسيد حياة البؤساء و حياة أهل البادية ، حتى أنه قام بوضع هوامش تفسر بعض العادات الاجتماعية التي كانت سائدة في ذلك الوقت ...
أنصحكم بقرائتها ..
أعجبت بكثير من الجمل و التي اعتبرها حكم نثرها عبده خال بين أسطر روايته ..
" اكتشفت أن البشر كالتفاح ناضجون و متماسكون خلف قشرة رقيقة إذا اجترحها سكين تأكسدت و اقتربت من العطب بسرعة مذهلة " " الرجل هو القادر على صنع حياته في أي ظرف من الظروف ، عليه فقط أن يبتعد عن الخسة و الذل ، و ألا يجمع برجليه هوى وجبناً "
" إذا أردت أن تعرف سر الحياة فعليك بالحب ، هو الشئ الوحيد الذي يمنحك سر الوجود"
" ليس عيباً أن تخطئ لكن العيب ان تستمر على هذا الخطأ و لكي تتجنب الاخطاء لابد ان تتعلم "
" الليل بوابة نعبرها فنكشف ذلك الخيط الأبيض فتنقشع غلالة أحلامنا ، و تفيق على أننا كنا نحلم ، و أننا أمضينا ليلاً طويلاً من ذرف الأماني الباردة ، تلك الأماني التي تلتصق بمخادعنا و تحترق بأشعة الشمس الصاعدة ، كل يوم تطلع الشمس لتقتل حلماً كنا نعيشه "
تقييمي للرواية
10/8
:
قمت مؤخراً بشراء مجموعة من الكتب بعضاً منها اقتينتها بناء على قراءات
أعجبت بها من قبل بعض الأصدقاء وودت عرض ما شريته :)
حاج كومبوستيلا .. لـ باولو كويلو
عزازيل.. لـ يوسف زيدان
صحوة الناس .. لـ عزيز نيسين
عدو المسيح و الرعاة .. لـ فاش ألبرت المتمردة .. لـ مليكة مقدم
يوم أشرقت الشمس من الغرب .. لـ نديم نجدي أرجوكم لا تسخروا مني .. لـ جودي بلانكو تكلم حتى أراك .. لـ أنيس منصور
ستأتي الصبية لتعاتبك .. لـ غادة السمان