16 يناير 2015

تزوجت بدوياً


 

















اسم الكتاب: تزوجت بدوياً
نوع الكتاب : سير ذاتية ، أدب رحلات
اسم الكاتب : مارغريت فان غيلديرملسين
اسم المترجمة : سلمى المقدادي
عدد صفحات الكتاب : 388
سنة النشر :2008 ط3
دار النشر : العبيكان
ابتعته من معرض الكتاب 


لم تكن عالمة آثار كي تعيش وسط معالم البتراء ، ولاحتى عالمه انثربولوجية تغويها التعرف على طبيعة حياة البادية عن قرب ، ولم تكن عجوزاً لم يقبل بها رجلٌ من قبل كي ترضى بالعيش في كهف تنعدم فيه الكهرباء والماء ، أنه الحب الذي جعلها أن تأتي بملئ إرادتها في الزيارة الثانية كي تقبل بالزواج من بدوي يرتدي جينزاً وعلى رأسه قماش مخطط بالأبيض والأحمر ، وهى شابه لم تتجاوز الثانية والعشرين ، أحياناً يأتي الحب وأنت غير قاصدٌ بأفعالك ! 
.
.
عندما كنت طالبة في الجامعة وتحديداً في مادة الإجتماع الأسري أخذ الأستاذ فهد الناصر - الذي اشتهر بخفة دمه -بالشرح عن إحدى النظريات الاجتماعية والتي لا تسعني ذاكرتي استحضاراها  إلا أني أتذكرها جيداً فيما ترمي إليه تلك النظرية بأن يقصد المرء لقيام بشئ ما فيتحقق أمر آخر لم يكن في الحسبان ، فضرب الدكتور مثال " يعني تخيلي انتي رايحة المكتبة عشان تستعيرين كتاب وفجأه يطل عليج بين أرفف الكتب طالب ويحبج وتتزوجون ! " السكون يعم الفصل ؛ الطالبات منهمكات في تخيل المشهد وضحكات  تنم عن البراءة والتمني إلا أن أعادتني زميلتي للواقع هامسةً في أذني " أمشي خل نروح المكتبة P:
.
.
 هذه النظرية تنطبق كلياً على تلك السيدة مارغريت والتي أسمت نفسها فاطمة ، المرأة التي آمنت بالتحرر واتخذت كل اجراءاتها الأمنية لـ ألا تكون " متزوجه " لكن الحب لا جيد اللباقة والإستئذان !
.
أذكر حينما كنت في مهمة رسمية لـ عمَان وجدت في كل محل هذا الكتاب مركون بالقرب من مكينة الحساب ، وخيبة الأمل تتكرر لأكثر من مره فقد كانت النسخ دائماً بلغتها الإنجليزينة ولم تكن العربية متوفرة ، انتظرت لما يقارب أربع سنوات من البحث ، فقد كانت مارغريت حديث الناس حتى قبل أن تصدر كتابها فغدت  واجهة سياحية للأردن ، اكتسبت تلك الشهرة في الثمانينات من القرن الماضي حينما قامت ملكة انكلترا بزيارتها وسط ضجة إعلامية تتصدر الصحف والمجلات العالمية ، قد نسمع بأجنبية تتزوج عربي ، لكن لم نسمع بمن تزوجت ببدوي .
.
أحبت البادية رغم مقتها لبعض العادات والأعراف فلم تكن على وفاق وتسعى جاهدةً لإصلاحه لكنها أيقنت في النهاية " لست هنا كي أغير العالم فمثلاً كانت تفضل أن يلقبونها بأم سلوى أول مولود انجبته لكنها فشلت في مجتمع يبجل الذكورة ، فأقترنت هويتها بوليدها الثاني رامي ، وتبجح بعض النسوة في تأخر الحمل في السنة الأولى وكم كان صعباً عليها الدفاع عن نفسها فقد كانت حينها لا تجيد العربية وهم بدورهم لا يجيدون الانقليزية ، لذا لم تكن حياتها مليئة بالسعادة والحب لكنها استطاعت كيف تسد فجوة الفروقات الثقافية بالانخراط والاحترام الذي أتى حب القبيلة وأهل البتراء لها ولم تعد الأجنبية غريبة عنهم ، وكان زوجها محمد خير سند .
.
. رأي في الكتاب :

من أين أبدأ !
الترجمة سلسلة بالكاد تشعر أنها مترجمه ، هذا إن تغاضينا عن بعض الأخطاء النحوية والإملائية ، وموضع الصور في الصفحات الغير مناسبة التي سبقت بعض الأحداث مما افقدت متعة القراءة ، أحببت التفاصيل التي أتت بذكرها عن حياة البداوة في البتراء ، والتى قد يصرف العربي النظر إليها ربما لتشباهة التقاليد والحياة الاجتماعية ، كما أنها كانت في منتهى الشفافية تطرقت بتحايل الباعه على السواح الأجانب في رفع الأسعار وخفضها لأهل البلاد ، ذات التجربة التي مررت بها حتى صرفت النظر عن الشراء وسط النظرات الغير مريحه !
.
تنميت لو تطرقت بإسهاب عندما اعتنقت الاسلام فأتت بالسرد عابراً وكأنه أمراً متوقعاً وعادياً ، ولا أدري إن كانت تخجل من الاعتراف بدينها الجديد ،أم أرادت أن تحتفظه لنفسها !
.
.
.
 ورغم ذلك شعرت بالحب الصادق والحزن الذي اعقبه في الصفحات الأخيره ، كنت في المقهى مع أختي فأدركت تعابير وجهي ، فأيقنت أنه كتاب يستحق القراءة ، ومنذ أن صافحت يدي أول كتاب سير ذاتيه بدت أعشق هذا الأدب وفضلته على الروايات الضخمه ، فالأولى وإن كانت ذات صفحات قد تصل للخمسمائة لكنها من واقع تجربة وذات غاية ، أما الأخرى فقد تتجرد منها و تضيع وقتك من غير منفعه تذكر ، و يصدق القول في معظم الكتب !
.
.
.
أستطيع تلخيص الثلاثمائة والثمانون صفحة بجملة دون أن تفسد على من يريد قراءة الكتاب 
الحب يدل طريقه جيداً فلا حاجه لأن تدل عليه !



http://marriedtoabedouin.com/
مارغريت وزوجها محمد وأبنائهما
اضغط على الصورة للوصول إلى صفحة الكاتبه


تقييمي للكتاب 
10/10

هناك 6 تعليقات:

  1. تحية طيبة...
    عرض ممتع للكتاب ولا شك بأن قصص الحب مثل غيرها لا تنتهي منذ القدم والى نهاية هذا العالم،والاختلاف احيانا يكون بعمق ذلك الحب وبالمعاناة المتلازمة معه...
    قصة المكتبة تلائم الحدث ولا ندري هل حصلت صديقتك على مرادها من الذهاب الى المكتبة!
    قصة الانكليزية متكررة في اماكن اخرى وحسب البيئة والزمان ومر عليها عقود ولكن لم تفقد بريقها...
    دمت بخير.

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً مهند على الإطراء الجميل :)

      الصديقه نالت مرادها وربما بقصة أخرى لكن أرجو أن تكون بذات رومانسية مارغريت ومحمد !

      الحب يتخذ رداء مختلف في كل حكاية لكنه يعبر عن شيء واحد
      " التضحية "

      حذف
  2. أحب كتب السير الذاتيه ..
    اليوم بروح المكتبه ان شاء الله ألقى الكتاب ع فكره صرت مدمنه ع مدونتج واغلب الكتب الي بشتريها اليوم ان شاء الله من اختيارج .. شكرا ^_^

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  5. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف