25 مايو 2014

التاريخ السري



















اسم الكتاب : التاريخ السري
نوع الكتاب : سيرة ذاتية ، تأريخ
اسم الكاتب : بروكوبيوس

اسم المترجم : علي زيتون
عدد الصفحات : 201
دار النشر : علاء الدين


أوائل القرن الخامس الميلادي يسير الإمبراطور الروماني جوستنيان بخطى ثابته مستمعاً لقائده العسكري بليزاريوس عن آخر حملة عسكرية شنها على الأراضي الشرقية ، ويتبعهما إمرأتهما ثيودورا وأنطونينا وهمس يعقبه ضحكة تنم عن الخبث ، وبروكوبيوس في مؤخرة السير يسترق السمع من ورائهما ، يهم ذلك الأخير بأداء عمله على أكمل وجه كأمين سر ومستشار قانوني ومناصب أخرى أعطيت له تكليفاً أكثر من كونها تشريفاً !
وحينما يحل الظلام يعود إلى حجرته وعلى أثر شمعته الوحيده يدون بريشته 
" هنا تكمن الحقيقة !"

لطالما أشادت المصادر التأريخية بعظمة ذلك الإمبراطور وإمرأته ثيودورا كحامي الإمبراطورية والكنسية ، لكن هنالك مصادر أخرى تثبت العكس ، كهذا الكتاب على سبيل المثال ، فصاحبه - أي الكاتب بروكوبيوس - كان صديقاً حميماً لجوستنيان وبليزاريوس وكان على مقربة من تلك الأحداث وسرا يدونها يوماً بيومه .


هذا الكتاب هو أقرب لأن يكون سيرة ذاتية لأربع شخصيات سياسية من أن يكون كتاب تأريخي ، كلا الشخصيات الأربع وإن اختلفت مناصبهم فالإنحلال الأخلاقي كان القاسم المشترك فيما بينهم فجوستنيان " بطبيعته خليطا نادرا من الحماقة والشرورية والتولع بالأذى
" وإمرأته ثيودورا ذات منبت فاسد وتكرار عمليات الإجهاض خير دليل على ذلك !


أما أنطونينا فقد اتخذت من صديقتها ثيودورا مثلاً يحتذى به ، فهى لم تعرف طريقاً آخر سوى الرذيلة وهى التي لم تصاحب سوى السحرة استطاعت أن تجعل من أعظم قادة الإمبراطورية عبداً لا يصدر فعلاً منه إلا بأمرها وهى التي تكبره بما يقارب العشرين سنه -وربما أكثر- ظل أسيراً بهواها حتى بعدما علم من قبل إحدى الجاريات بفعلها المشين مع ابنهما بالتبني بل رأى بأم عينه لكن السحر كان أقوى من أن يثأر بخيانتها له ، كانت أنطونينا متعطشه للدماء لدرجة أنها قامت بقطع لسان خادمتها -التي فضحت أمرها - وتقطيع جسدها قطعاً صغيرة ومن ثم رميها في البحر .


بقي أن أشير بأن الكتاب نشر بعد وفاة الإمبراطور وإمرأته وقائده لأنه كان على يقين بأن هلاكه سيكون قائماً لا محاله ودون رحمه ، إلا أنبروكوبيوس كان مخلصاً للعلم وكان من واجبه كتابة مايجب كتابته
" فإن أسناني تصطك وأجد نفسي أتراجع أكبر قدر ممكن من المهمة
"
على أية حال هذا الكتاب حافل بالدموية والسوداوية ولاشيء آخر يدعو للبهجة فهو أشبه بقصص الرعب !


ما أشار إليه بروكوبيوس في كتابه لايشوبه نفاق أو تلويث للحقائق هذا ما أكدته الدراسات الأخيرة بإعتباره مرجعاً لايمكن التغاضي عنه !


مابين الأقواس اقتباسات بإستثناء الفقرة الأولى
تجدونه بمكتبة دار العروبة


تقييمي للكتاب
10/9

هناك تعليق واحد:

  1. اغلب أباطره القدماء بالاخص الاوروبيين مجردين من انسانيتهم لا اتخيلهم من البشر لا اعلم لما السبب الظروف ام معيشتهم البذخه رخصت من حياة الاقل منهم شأناً .. شكرا فاطمه

    ردحذف