19 يوليو 2009

نيكولاى شاوشيسكو.. طغاة اوربا القرن العشرين


رومانيا
تلك الارض التي الهمت برام ستوكر بكتابة اشهر روايات الرعب على الاطلاق و التي مازالت تتردد على مسامع الجميع عن قصة ذلك الرجل الذي يخرج من تابوته ليلا باحثاً عند دماء بشرية تروي ظمأه . قصة الكونت دراكولا لاتختلف عن قصة نيكولاي شاوشيسكو الذي حكم رومانيا في عام 1965 ، ربما الفرق فيما بينهم هو ان الاول يمتص الدماء من اعناق تعسي الحظ في حين الاخر يمتص خيرات الشعب من عرق جبينهم !

هذا الحاكم لم يكن عادلا او رفيقا بشعبه ابداً ، تخيل ان تقف منذ الواحده بعد منتصف كأي مواطن روماني يأخذ له دروه في طابور طويل لمتجر يبيع الطعام كي يكون اول الاشخاص يحصل على الاكل فور بدء ساعات العمل في الصباح الباكر ، احياناً تقوم ابناء الاسرة الواحده بالتناوب في الاداور فمتى تعب احدهم يقوم الاخر بأخذ مكانه في حين يخلد هو للنوم !

رومانيا على الرغم من جمال الطبيعة والخيرات التي تتمتع بها لم تعد ملكاً للشعب فكثير من اراضيها هدمت مبانيها لبناء احد اضخم قصور الطاغية لينعم هو بجمال الطبيعة في حين يتجمع شعبه في مدن افقر واقل اهتماماً .

اذن كيف استطاع الشعب هزيمة هذا المستبد؟
يحكى ان في احدى اشهر الشتاء القارسة اقدمت قوات التابعة للطاغية القبض على قس معارض لنظام حكم شاوشيسكو، علم الشعب بهذا الامر فالتموا حول القس مدافعين عنه ، ولم تقف المؤازره عند هذا الحد بل امتد التحالف الشعبي ضد الحاكم ليتسرب الى المدن المجاوره ، قتل من قتل وجرح من حرج وكان شاوشيسكو حينها ينعم بالهدوء والراحة في ايران !
وعندما عاد الى بلاده تفاجأ بأن حركات المعارضة مازالت قائمة لذلك امر وزير الدفاع بقتل كل متظاهر .
لم يتوقع شاشيسكو ان تكون ردة فعل وزيره على هذا النحو ..
" ياسيدي ان الجيش لا يستيطع قتل 23 مليون مواطن وهم عدد المتظاهرين وهم ايضاً عدد سكان رومانيا!!
"
ان كنت تتوقع بأنه كلمات وزيره سترق قلبه ويدرك مدى قسوته على شعبه فأنت مخطأ ، فقد اقدم على تسديد ثلاث رصاصات من مسدسه على جسد الوزير بعدما ان قال له : لقد كشفت عن وجهك الحقيقي أيها الخائن !

علم الجيش بما اقدم عليه سيدهم لينضموا هؤلاء الى جانب الشعب المعارض بعدما كان يحاربهم !
لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل بدأت الدول الخارجية بالتدخل ، فطغيان شاوشيسكو تسرب الى خارج اراضيه .

ادرك بأن وجوده لم يعد مرغوباً به لذلك هرب هو وزوجته وسط المعارضات تلك بمنفذ سري في قصره ، وكانت خطته كالآتي..
ان يستقل طائرته الخاصة الموجوده عند سطح قصره ليستقر في احدى مدن رومانيا وتحديدا عند مدينه تيرجوفست ، في البدء خطته سارت على مايرام فاستطاع ان يهرب هو زوجته ويستقلوا طائرتهم وفور وصولههم لقصره السري تفاجاءا بقوات الجيش تستقبلهم .


ما اقدم عليه شاوشيسكو لا يغتفر ولم يكن الاعدام سوى جزاء على فعلته الدنيئة لشعبه ، زوجته لم تكن افضل منه خاصة وانها تعتبر شريكته لذلك حكمت هى الاخرى بالاعدام .

وبذلك تنفست رومانيا الصعداء في الخامس والعشرين من ديسمبر لعام 1989م بعدما ان تلقى الزوجين الرصاص من قبل ثلاثة جنود من الرماة .


قيل له ذات يوم " ان الناس يكرهونك "
فأجاب قائلاً " لا يعنيني مادام الخوف مني يملأ قلوبهم "

هناك 4 تعليقات:

  1. المشكلة انه مات وورث حكام العرب هذه السياسة
    وكوني سوري اتكلم عن سوريا فعندما خرج الشعب
    لطلب الحرية ارسل لهم جيش ليقتلهم في حين انه لم يرسله لتحرير الارضالمحتلة على امل منه ان يرهب الشعب ويرجعو عن مطالبهم
    وباذن الله سيلقى مصير من علمه تلك السياسة

    ردحذف
  2. مثل شعبي نردده لكل ظالم
    " لكل آفه لها آفه "

    صحيح أن الحرية ثمنها غالي تكلف أرواح لكنها تثمر بالخير و الأمان للشعوب ..

    ربي يامولاي بجبروتك أن تحرر الشعوب من الظالمين أولئك الذين ادعو الأبوة على الشعب لم يكن أهل لمنصبه ..

    ردحذف
  3. لانوا الجيش تبع رومانيا ما كانوا القادة فيه علوية
    لوكانوا علوية كانوا خانوا الشعب و الوطن و السماء و الهوا و المي
    اخون من اليهود

    ردحذف
  4. لسنا نريد للربيع العربي أن يكون مجرد عمليات تغيير أنظمة بل نريده ثورة ًتجهز على ثقافة الإستبداد والتأليه والوثنية السياسية الى الأبد وإن لم كذلك فلا خير فيه ..

    ردحذف