14 يوليو 2009

The Death Of Joan of Arc


لطالما يُنظر للمرأة بأنها كائن ضعيف هش لا يقدر على مواجهة الصعاب ، وكثيراً ما تتجسد المرأة تلك التي تحتمي خلف ظهر رجل يحارب المعتدين متعتصرة ثيابه بيديها وهو يقاتلهم بسيفه !
لكن ماذا لو كان عكس ذلك ، ماذا لو كانت المرأه هى التي تقاتل وبخلفها ذلك الرجل الذي يتلمس الامان بسيفها لا بسيفه هو !
يبدو تخيل هذا المنظر خيالياً بعض الشئ لكن ماذا لو كان حقيقة ، وماذا لوكانت هذه المرأة ليست سوى فتاه بعمر الزهور لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرها !

في القرن الخامس عشر الميلادي كانت فرنسا تعيش بحالة من الفوضى وانجلترا لم تكن سوى ذئب جائع يريد ان يسكت معدته بالتهاب خيرات فرنسا ومن فيها ، فرنسا في وضع لا يحسد عليه فنصف اراضيها اصبحت من مُلك مَلك انجلترا - هنري السادس - اما ملك فرنسا فكان اسيراً في ارضه من قبل قوات الانجليز المحتله !

استمر هذا الوضع المؤساوي الى ان أتت تلك الفتاة ابنة مدينة دومرمي لتقدم على شجاعة لم يجسر رجال فرنسا قيامه ، فقد استطاعت تلك الزهرة ان تنخرط في سلك الجيش الفرنسي لتكون واحدة منه تخلص ابنائها ومِلكها - شارل التاسع - الذي أُسر في مينة اورليانز لتحرره وتقف فرنسا من جديد على رجليها وتواجة المعتدين.

لم تكن الطرق ممهدة لتلك المراهقة فطرق الموت كانت تحاصرها منذ لحظة اقدامها على تحرير وطنها ومذهبه الذي يؤمن به لذلك لا تستبعد بأن ما اقدمت به لم يسعد الانجليز ، فهي سبب فشل خطتهم في استحواذ فرنسا.
في يوم من تلك الايام وفي لحظة انشغالها بمطاردة الدخلاء اقدم بعض الحاقدين بوضع كمين لها فوقعت به لتكون اسيره للانجليز بعد ان ابتاعوها لهم !
اقدم كبير اساقفة الانجليز بلصق تهم باطله لكن يكفي القول بأنها عدوتهم وهذا بحد ذاته كفيل بالتخلص منها عن طريق اشعال السنة اللهب على جسد تلك الفتاة الصغيره !

وفي يوم الثلاثين من شهر مايو لعام 1431 ميلادي احرقت جان دارك في مدينة Rouen الفرنسية لتموت في ارض بلادها وهى لم تتجاوز التاسعة عشر ربيعاً ، وبعد عدة قرون اعدت بطولات تلك الفتاة ذكرى خُلدت عبر التاريخ تروي لنا بطولاتها ، واعتبرتها الكنيسة جان دارك قديسة .

* ملصق من فيلم يروي قصة كفاح جان دارك

هناك 4 تعليقات:

  1. دائماً هي هكذا ..
    قصص الأزمنة الفائته ، غريبة و موحشة !
    و منها عبر ..

    لوتس
    جميلة أنتِ :*

    ردحذف
  2. ريم
    هى دائماً كذلك موحشة ودموية ..
    لا اعلم كيف كانت الشعوب تتعايش مع الطغاة و المعتدين الذين لا يعرفون الشفقة ..

    وانتي الاجمل ريم **:

    ردحذف
  3. براك

    اخي الكريم شكراً على احرفك ..
    المكان اصبح اكثر جمالاً بوجودكم العطر :)

    ردحذف