14 أبريل 2010

عباقرة و عشاق


عنوان الكتاب : عباقرة وعشاق
نوع الكتاب : سيرة حياة
اسم الكاتب : فايز فرح
عدد الصفحات : 166
دار النشر : المعارف
سنة النشر : 2007
ابتعته من معرض الكتاب

كان مرمياً بإهمال بين أرصفة الكتب و ان اصطنع البائع حرصه عليها ..!

اذكر قرأت مقالة في إحدى الصحف اليومية المحلية تطرق الكاتب بالحديث عن غراميات الصفوة السياسية و الثقافية ، وقد ذكر في مقالته عن المصدر الذي اعتمد عليه في سرد السير العاطفية للنخبة ، و بمجرد ما التقت عيناي بعنوان الكتاب تذكرت المقالة و اقتينت الكتاب بسعر زهيد ..

كثيراً ما خلف أصحاب الأقلام السياسية و الثقافية تأثيراً عميقاً في الشعوب ، وامتد لما بعد رحيلهم لتبقى أقلامهم خالدة عبر الزمان ساهمت في رقي الشعوب وتحضرها ..من منا لم يعجب بفكر محمود العقاد و ينبهر بريشة مايكل انجلوا و فرانشيسكو جويا ويشمئز من وحشية وعنصرية هتلر ..!
لكن في النهاية يظل هولاء بشر قبل أن يكونوا فنانين و قادة و مفكرين ، و بحكم الفطرة البشرية التي خُلقنا عليها فالقلب يخفق بنبضات الحب.


عباقرة وعشاق يتحدث عن سيرة العاطفية لـ العقاد ، انجلو ، فولتير ، جويا ، جون ستيوارت مل ، هتلر ، إبراهيم ناجي ، البرتومورافيا ، و اللورد بايرون ..


تأثرت بعاطفة مايكل انجلو و العقاد و انتابني الاشمئزاز بوحشية ودناءة هتلر و اللورد بايرون إذ كليهما خاضا الحب المحرم ، فالاول عشق بنت أخته و فعل كما يفعل أي زوجين ، والأخير فضل أخته على زوجته بأن يكون عاشقها و اباح لنفسه ممارسه الرذيلة ..!

بما أنني قطعت وعداً للعزيزة مي حول التطرق بالحديث عن حياة العقاد العاطفية سأحاول جاهدة أن أكون على قدر المسؤلية : )

سيرة حب العقاد
في زمانه كانت هنالك فتاة سحرت كبار الصفوة في المجتمع المصري و خارجه ، لم يكن ابراز مفاتنها سبب جاذبية الرجال لها كما يسحر به سفهاء من الرجال ، بل كانت إمرأة مهذبة استطاعت أن تفرض الجميع احترامها فقد كانت مثقفة لذا كانت تجيد ثمانية لغات ، كما عُرفت بكاتبه و شاعرة ،و في كل يوم ثلاثاء تجتمع بكبار الصفوة المثقفة في منزلها و يتناقشون في أمور ثقافية ، أعجب بها الكثيرون وكان العقاد أحدهم ..
كأي عاشق كان قلب العقاد يتعذب عندما يرى في أعين الرجال نظرة الاعجاب لإمرأته و كان يسعى أن تكون له دون سواه ، كان يعبر عن عواطفه النبيلة من خلال كتابة الشعر و كان يرمز لها بإسم مستعار وقد عُرفت في أشعاره بإسم " هند " ..
أحبته بعد أن ألتمست صدق مشاعره ، لدرجة كانت تخشى من كتاباته السياسية التي قد تدرجه خلف القضبان ..
اقتباساً فيما كتبه العقاد عن معشوقته ..

" كانت تشفق على من عنف حملاتي على الحكومة .. كانت تخشى أن تجرني هذه الحملات إلى السجن ، وكثيراً ما رجتني أن أخفف من غلوائي ، و أنا أهاجم خصومي ، حتى لا يلقوا بي في غياهب السجن ، وتتعرض حياتي للخطر ، وكنت أستغل هذه العاطفة في جعلها تبدأ بمصالحتي كلما و قع بيننا خصام ..
ولقد حدثت بيننا فجوة ، و أصررَت على ألا أتصل بها ، و لكني شعرت بحنين إليها ، فلم أفكر في زيارتها أو كتابة رسالة لها ، وكتبت مقالا عنيفاً هاجمت فيه " إسماعيل صدقي " و كان رئيساً للوزارة ، وفي اليوم التالي جاءت إلى جريدة " البلاغ " و قابلت المرحوم الأستاذ " عبد القادر حمزة "
و قالت له : ألم تتفق مع الأستاذ العقاد على أنه يحسن به في هذه الأيام الإقلاع عن هذا الأسلوب العنيف ، حتى لا يعرض نفسه لما لايحمد عقباه ؟
كانت غرفتي بجوار غرفة الأستاذ " عبد القادر " ويفصل بين الغرفتين باب ، و إذا هذا الباب ينفتح ، وتطل منه و خلفها الأستاذ " عبد القادر "
يقول : هذا هو الأستاذ " العقاد " فقولي له ما تريدين
و اصطنعت الهدوء ، وتصنعت الإبتسام
وقالت لي : فيم هذا العنف ؟
قلت لها : و فيم هذا الجفاء ؟!
وانحدرت من عينيها الدموع ، وحبستها دموعي أنا لا دموعها فقد كان البكاء يخنقني "

هذه المرأة التي أسرت قلب العقاد كما أسرت قلوب غيره و التي كادت أن تُختطف من قبل الأمير " محمد الجزائري " تدعى " مي زيادة "
هذه العلاقة العاطفيه التي - برأي - ربما لو استمرت لتوّجت بالزواج لولا الظروف العصيبة التي مرت بها " مي " بعد وفاة و الديها بدأت تعاني من الوحدة و الاكتئاب و لم يعد منزلها ملجأ ثقافي كما كان في سابق عهده بل يُقال أخذت تعالج في مستشفى المجانين رغم أنها لا تعاني من الجنون ..!

عرف العقاد الحب مرة أخرى من إمرأة مطلقة لبنانية تعرف بـ " سارة " كانت على قدر من الثقافة ، و كان يسعد بقدومها إلى منزله وكانا يتشاطران في قيام واجبات العمل المنزلي فكان يساعدها في الطبخ و تنظيف المنزل ، لكن علاقته بها لم تستمر ربما كبريائه منعه من ذلك لذا تفرقا ..

و في المرة الثالثة عرف قلب العقاد الحب من جديد من فتاة تصغره بسنوات لكن طموحاتها في أن تكون نجمة سينمائية جعلت قلب العقاد يتعذب من جديد وكانت هذه الفنانة تسمى " مديحة يسرى " أحبها العقاد حباً شديداً كان ثمنه دموعه و قلما نجد رجلاً يبكي من أجل إمرأة ..!

شاع خبر بأن العقاد تزوج سراً من إمرأة تدعى " فوزية " وكانت تلك تقوم بخدمة العقاد في منزله و قد أثمرت هذه الزيجة بطفلة غدت شابه تدعى " بدرية " تلك التي اقدمت على الانتحار بعد أن رأت العقاد طريح الفراش جسداً بلا روح ..
لكن هذا الخبر من المرجح أن يكون غير صحيح ذلك لأن العقاد اعتبر هذه الفتاة كإبنته و كان يقوم بواجبات الأب على أكمل وجهه وقد كانت هذه الفتاة ابنة إمرأة قدمت معروفاً انسانياً فيما مضى عندما كان العقاد في ضيقه مادية و بعد رحيلها تكفل العقاد بتربية الفتاة ، لذا هى ليست إبنة الخادمة " فوزية " ولم تكن تلك الأخيره زوجته و أن ما ادعته مجرد افتراءات كاذبة ..!

____________


على الرغم من صغر حجم الكتاب الذي يعادل حجم الجيب لكنه يزخر بمعلومات كثيرة تعادل الكتب الضخمة ، و قد برع الكاتب بالسرد فهو يبدأ بتعريف القارئ بالشخصية بالبدء ويذكر إنجازاته ومن ثم يتطرق بالحديث عن حكاية عشقه ..

لا حظت عند قرائتي بأن معظم الشخصيات التي كتب عنها الكاتب - باستثناء هتلر و بايرون - تميل للمرأة ذات فكر وعقل رزين و كان ذلك سبب إنجذابهم لها ، وهذا يناقض رؤية غالبية الرجال في يومنا هذا إذ يرى بأن أنثوية المرأة يتمحور في قوامها الرشيق و لايعير بالاً فيما إذا كانت مثقفة أم جاهلة ..!
الجميل في الكتاب أن الكاتب يذكر في كتاباته المصادر التي اعتمد عليها بل يتفضل بذكر رقم الصفحة مما يسهل على القارئ اللجوء إليها في حال رغب بذلك ..
حقيقة الكتاب شيق تعرفت على شخصيات لم أعرفها من قبل ، و كثير من الأمور كنت أجهلها في شخصيات أدعيت بأني على خير معرفة بها ..!

باختصار الكتاب ثمرة من شجرة الثقافة
يستحق الكل قطفها و التلذذ بمنفعتها

:
)


تقييمي للكتاب
10/10

هناك 15 تعليقًا:

  1. لوتس ..

    أنت رائعة .. شكرا بحجم السماء لهذه المقالة الرائعة .. بصراحة أحرجتني بذوقك البالغ..

    فعلا كنت أترقب وعدك مع العباقرة العشاق..

    وقبل أيام ، مررت بإعلان عن معرض الكتاب الإسلامي .. وقلت في نفسي ليت لوتس تعجل بالمقالة ..

    مي زيادة كانت قبلة الأدباء ، تميزت بأمور كثيرة جدا .. وهي تستحق ذلك بجدارة ..

    أما هتلر وأشكاله ! فلا أستبعد خروجهم عن الفطرة ، فذلك واضح في سيرتهم !

    شكرا بحجم السماء لذوقك وكلماتك و كووووول شي..

    محبتك :
    مي

    ردحذف
  2. الأدب والحب...شيئان من الجمال! :)
    وإن لم أقرأ معظم الكتب التي قلتي عنها -بعد-, لكنكِ أضفتِ إلي بالكثير وأثريتينا جميعاً بكم من الأفكار الرائعة :)
    لكِ كل الشكر!

    ردحذف
  3. تدرين ، اول ما قريت صفات المرأة التي احبها العقاد .. عرفت بانها ميّ زيادة!

    اعجبني جداً ما قرأت ..
    قواج الله لوتس ;*

    ردحذف
  4. هذا البوست شيق جداً ..
    لوتس الكتاب شدني بقوة ، قبل فترة شفتة بمركز السلطان .. بس ما أسعفني الوقت بإني أشتريه ، لأن الوالدة عصبت علي لأني طولت بكورنر النوت بوكس لول !

    جميل جداً
    قواج الله ؛*

    ردحذف
  5. هالمكتب حلوه فصلت عليها بالمعرض كتبها متنوعه واسعارها رخيصه..

    وهالكتاب شكله يشوق ..

    مشكوره ع التقرير..

    ردحذف
  6. صباح الخيرات /
    في الحقيقة دوما ما كانت تلفتني قرءاتك وأرائك و فعلاً القراءة تزيد الحكمة والمعرفة ..
    سعدتْ بك جداً"

    لكن بالنسبة لمي زيادة , أظن أن العقاد كان واهم وداً , وخاصة في البكاء والخوف , فالكاتبة مهما كانت سيجد الكل منها رقة وخوف ورجاء وتفاعل , لكنه فسرها على غير محلها , خاصة وأنها كانت تراسل الكاتب جبران خليل جبران ربما ثمان سنوات هي من مصر وهو في نييورك , وكانت رسائلهم تفيض حباً ولوعة واشتياق , وكانا فعلاً يليقان بقلب وحب , لكن المعروف عن جبران أنه كان شيء يشبه زير نساء , فالمصاعب التي خلفته جعلت منه منجذباً للنساء وحتى انه اقترن او كان في طريق الاقتران بأكثر من إمرأة ..

    هذا ما أردت إضافته , وابحثي عن رسائلهم وستجدين المزيد من الروعة والعذوبة (:

    شكراً لك "

    ردحذف
  7. مي

    العفو عزيزتي

    لا الشكر على تبادل المعرفة :)
    وعذراً على الإطالة الواقع كان بإمكاني أن أنهي قراءة الكتاب فور قراءة أول سطر لكن مشاغل الحياة لا تتركنا وشأننا قليلاً..!

    ردحذف
  8. سيما

    تعلمين عندما قرأت سير العاطفية لهؤلاء النخبة
    استشعرت بأني أشاهد فيلم رومانسي بالأبيض و الأسود ..!
    ابتسامتي لم تغب عن شفتاي انبهرت بأن هؤلاء مثلنا يعشون و يتعذبون ..!

    و لم أكن أعلم بأن الحب لا عمر له
    تخيلي مايكل انجلو المغتر بنفسه أطرحته إمرأه و هو في الستين من عمره - رغم أنها اعدته كصديق و أخ ..! - و لم يهتز كبريائه أي أنثى طيلة فترة شبابة وصباه ..!

    " يضرب الحب شو بيزل ؛) "

    ردحذف
  9. شيخه

    الله يقويج يارب :)

    بصراحة أنا أول مره اسمع عن مي زيادة ..!
    بدعت مو ؛) ؟!

    انعجبت بشغفها للثقافة و المعرفة ..

    ردحذف
  10. ريم

    الله يقويج يارب :)

    زين حصلتيه أنا ماحصلته إلا بالمعرض ..!
    عاد ترا ما يتطوف ..!

    لول ذكرتيني آخر مره لمن رحت مركز سلطان و اختي قاعد تحاسب جان أروح عند الكتب عجبني كتاب و إلحق ما ألحق على ما يخلص الكاشير من حساب الماجله مالي خلق فشيله جدام خلق الله ؛)

    إنتي اللي مجمله الموضوع :)

    ردحذف
  11. رورو

    العفو روروه :)

    أنا كل ما أروح المعرض ما اشوفه ..!
    بس المره الأخيره زين شفته
    ايه وايد ارخيص بعد بمصر تلقينه أرخص بوايد ..

    عاد ماشريت منهم إلا هذا ..!

    ردحذف
  12. روح

    صباح الخيرات ..

    اخجلني حديثك عزيزتي :)

    لأكون صادقة معك الواقع لم اسمع عن مي زيادة من قبل ..!
    معرفتي بجبران أقل مما تتصورين ، وهذا يدل على إني لا زلت أجهل الكثير ..!

    بالأمس بحثت عبر الإنترنت عن مي زيادة و فعلاً كانت تجمعهم علاقة غرامية بينها وبين جبران ..!
    و تبين لي بأن كليهما كان له عشاق و معجبين كُثر ..!

    لا تتخيلين كم أسعدني حديثك ..
    سأزيح غبره الجهل إذا وجدت كتاب يتحدث عن سيرة مي و جبران ..

    أنا التي سأشكرك ِ
    :)

    بالمناسبة لاحظت بأن لدينا قاسم مشترك
    أنا ايضاً مدمنة silent hill!!
    ؛)

    ردحذف
  13. عجبني الأسلوب في تلخيص الكتاب وإبداء الرأي ، أتمنى منك يازهرة اللوتس أن تقرأي رواية عيناك يا حمده للكاتبه الغدير العذب من الإمارات

    ردحذف
  14. غير معرف

    يسعدني أن تلخيصي أعجبك ..

    سأدون هذه الرواية من ضمن قائمة المشتريات

    فشكراً لك

    :)

    ردحذف
  15. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف