08 أكتوبر 2010

عزازيل


اسم الكتاب : عزازيل

نوع الكتاب : رواية تاريخية
اسم الكاتبة : يوسف زيدان
عدد الصفحات : 380
سنة النشر : 2007
دار النشر : الشروق
ابتعته من مكتبة دار العروبة



ما الذي يجعل من رواية تحظى بهذا الانتشار الواسع عن بقية الروايات و تنال الجائزة العالمية للرواية العربية ، ولتصل طبعتها إلى الآن السادسة عشر ، فقد طبع فقط في العام الفائت احدى عشر طبعه ..!

قبل أكثر من عشر سنوات عُثر بين أتربة مدينة حلب صندوق يحوي بداخلة رقائق كتبت باللغة الآرامية لراهب اسكندري يُعرف بـ " هيبا " و قد أرّخ العلماء عمر الكتابة في أوائل القرن الخامس الميلادي ، هذا الصندوق يحوي على أغلى من الجواهر و النقود لأنه يشهد على وقائع و صراعات دينية شهدت في الشرق بين الطوائف المسيحية .


اسمر البشر نحيل البدن تلك كانت سمات ذلك الراهب و العاشق للشعر و الطب عكف على معالجة الناس من دون مقابل في سبيل ارضاء الرب ، و كان في ترحال مستمر بين المعابد و كأنه يريد هجران آثامه ..!


إن أصعب أنواع الجهاد هو جهاد النفس ، و في الديانات السماوية تذكر بأن للانسان قرين يوسوس في نفسه و يحرضه على ارتكاب كل ما ينافي الفطرة و الفضيلة ، و ان تعددت مسمياته عبر لغات مختلفه عزازيل فالمعنى واحد هو " الشيطان "
..

بين جدران المعبد يعتكف الراهب هيبا و يعتزل عن الآخرين ليكتب عن اعترافات و شواهد تعد تحفة أثرية لدى المهتمين بالآثار ، ففي الفترة التي عاصرها ذلك الراهب شهد على صراعات بين الرهبان المنتمين لطوائف مسيحية مختلفة ، فلكل منهم رأي حول حقيقة سيدنا المسيح عليه السلام ، فمنهم من يراه بأن إله و البعض ينفي أن يولد إله من رحم إحدى عباده ، و قبل أن يشهد الصراع الديني فقد كان مازال على وثنيته من السكان ، وقد أصبحوا غير مرغوبين فيهم طالما يظلون على جهالتهم خاصة و أن بعضهم كان يحظى بمكانه قد تعرقل من انتشار المسيحية ، ولعل حادثة اغتيال الفيلسوفة " هيباتيا " خير دليل على العنصرية و الوحشية التي لا تمت بصلة لدين سماوي نزّل من قبل الله سبحانه ، و لما كان الراهب هيبا احد شهود عيان لحظة التمثيل بالفيلسوفة أخذ أحد المسيحيين يقول له " الذي رأيته هناك ليس براهب ، فالرهبان لا يقتلون و انما يمشون على الارض هوناً متبعين خطى الرسل و القديسين و الشهداء "

لاحظ الراهب هيبا من خلال ترحاله أن أخوانه المسيحيين يختلفون في طبائعهم فتاره يجدهم متسامحين و بعضهم متعصبين مثلما قام أحدهم بحرق الوثنية ..!

طيلة سنوات حياته يسعى للتكفير عن فعلته التي فعلها مع أوكتافيا و مرتا ، فقد تعثر في بئر الخطايا ، فرهن نفسه على التقشف و العزله و آمن بأن " كل ما في الكون ينام إلا آثامنا و ذكرياتنا التي لن تنم قط و لن تهدأ أبداً "
فأخذ يداوي المرضى كنوع من تطهير النفس فـ " لايوجد في العالم أسمى من دفع الآلام عن انسان لا يستطيع التعبير عن ألمه " .


أذكر عندما كنت طالبة في إحدى فصول الجامعة كنت أدرس مادة التاريخ البيزنطي و أخذ الاستاذ يصف التناقضات الدينية بين الأديان ، فأخذ يقول بما معناه أن الاختلاف بين المذاهب الاسلامية تكمن في إحدى الشعائر ، بينما الديانة المسيحية تكمن في العقيدة نفسها !
و نحن كمسلمون ندرك لِمَ هذا التناقض بين الطوائف المسيحية في الذات الالهية ، لأن الكتاب المقدس تعرض للتحريف فخرج عن موطنه المنزل من السماء .

عندما قرأت هذه الرواية استشعرت بأن بين يدي قطعة أثرية لا رواية لأن الراوي يوسف زيدان يستهل بالحديث أن ما بعد المقدمة ماهى إلا تراجم لتلك الرقائق ، لذا هى ليست من صنع مخيلة الراوي هى بكل بساطه مذكره عمرها يقدر بخمس وخمسين و خمسمائة ألف سنه ..!


من ناحية الثروة اللغوية فهي رائعة بحق ، و كثيراً ما اعجبتني عبارات وجمل تنم على براعة الترجمة و رفاهية الراهب في الوصف و التعبير ، لكن علي أن أعترف بأني لم أقرأ كل الفصول فقد تعمدت أن أتجاوز فصول وقوع الراهب في المحظور مع الفتاتين ، و لحسن حظي لم يؤثر ذلك في تتبع سلسلة أحداث الرواية : )



ما يضفي على هذه الرواية أكثر جمالاً هو أن الكاتب أهدى في صفحاته الأخيره صور لبعض الآثار شهدت وقائع مر بها الراهب هيبا ..
قبل الختام أود أن أذكر لحضراتكم بأن الراوي الدكتور يوسف زيدان متخصص في المخطوطات و في علم التصوف و الفلسفة فأعلم أنه شخص يستحق قراءة كل ما يكتبه ..


تقيمي للرواية 10/10


من أجمل الاعمال السينمائية - بالنسبة لي - فيلم يروي عن حكاية اغتيال الفيلسوفة الوثنية " هيباتيا " فقد برع في تجسيد التعصب الديني المسيحي و تعجرف بعضهم في تعذيب الخارجين عن دينهم .


اضغط على الصورة لمعرفة التفاصيل عن الفيلم ..



روابط قد تهم حضراتكم
رابط ويكيبيديا عن
الرواية
مقتطفات من
الرواية
رابط ويكيبيديا عن الراوي
موقع الدكتور يوسف زيدان


مابين الاقواس اقتباسات من الرواية

جمعة مباركة للجميع

:)

هناك 16 تعليقًا:

  1. لم اقرأ الرواية وشاهدت الفيلم
    جميل جداً لكن للأسف لم تكن لدي اي خلفيه عن القصة قبل مشاهده الفيلم فلم اعيش احداثه بواقعية ممتعة كالعادة مع مثل هذه النوعية من الافلام ,,

    شكراً

    ردحذف
  2. جميل جدا اختيارك
    دمت ودام قلمك

    ردحذف
  3. جميل حديثك عن الرواية والتقييم واااو

    شكلها اسرتك يا لوتس ..

    شوقتيني بحديثك عن اللغويات المستفادة

    أعشق النوع الذي يثري حصيتلي ومخيلتي ..

    وجمعة مباركة :)

    ردحذف
  4. رواية مبدعه لامثيل لها انا احببتها جداا..

    انتي زهرة رائعه تحملين في داخلك الرحيق الممثيروالمممتع ..

    ودي ووردي‘

    ردحذف
  5. يتبين لي أن الحصول على هذه الرواية كـ الحصول على خريطة الكنز.
    :))

    ردحذف
  6. نمول

    قرأت ذات مره في كتاب " الاسكنريةالمتحف اليوناني الروماني " عن بشاعة اغتيال الفيلسوفة حينها لم أقرأ الرواية بعد لكن كانت لدي نظره شمولية عن " هيباتيا "

    ربما سأشاهد الفيلم مرة أخرى حتى تكتمل الصورة


    حياك الرحمن
    أخي الكريم

    ردحذف
  7. أبو فارس

    لكم يسعدني اطراء حضراتكم
    أتمنى أحسنت السرد

    دمت بخير
    أخي الكريم

    ردحذف
  8. ابتسامه

    هى كذلك :)

    بل فتحت شهيتي لمعرفة الحقبة الزمنية التي صاحبت ظهور متعصبين من الديانة المسيحية السمحاء ..

    لذا إن وجدت كتاباً يتطرق بالحديث عن ذلك أو عن الديانة المسيحية و طوائفها الارثوذكسية و الكاثوليكية لن أتردد ..


    أظن الرواية ستعجبك يا ابتسامه
    أدام الله الابتسامة عليك و على الجميع

    :)

    ردحذف
  9. رندا الجنوبية

    أخجلتي باطرائك الجميل
    فشكراً لك عزيزتي :)

    هى بالفعل تستحق القراءة فهذا النوع من الروايات توعي المرء بأمور عدة ، منها أن التعصب الديني ليس حكراً على دين معين لأن ببساطة البشر ليسوا بملائكة فمنهم الخبيث و منهم الطيب ، و أن ألد الأعداء للعباد هو " عزازيل " و الجهاد عظيم لمن يتفوق على قرينه و وساوسه ..

    أنار الله سبحانه طريقنا بالنور و الهداية

    :)

    ردحذف
  10. سيما

    أنت لا تعلمين كيف حصلت على هذه الرواية
    " أبيج تظحكين شوي ؛) "

    أخرجت من حقيبتي ورقة للكتب التي أود اقتناؤها فكلما أذكر احد الكتب يرد البائع متأسفاً بأنها نفذت فسألته بيأس " شنو الكتب اللي عندك ويطلبها الزباين ؟ "

    فأجاب " عزازيل "
    أجيب وعيني على اتساعهما " يوسف زيدان ..؟! "
    بعد تردد أجاب البائع " آه !!!"

    "أبيه ..!"

    لول " عطيته كفاي وطحت ظحك على روحي
    خو كل ما أروح ما احصله لول .."


    مساء ملئ بالفرح و البهجة سيما

    :)

    ردحذف
  11. تقييمك للرواية يخليني أضيفها مع قائمة معرض الكتاب

    صباح الورد أختنا / زهرة إبريل

    :)

    ردحذف
  12. مي

    أتمنى أن تنال اعجابك مي

    و مساء النور

    :)

    ردحذف
  13. تحية طيبة...
    تلخيص وراي يغني عن القراءة الكاملة لمن يحس في نفسه الكسل فضلا عن العجز!...
    واجهت تلك الرواية معارضة من الاقباط حسبما قرأت..الروايات التاريخية المعاصرة بدأها او اشتهر بها جرجي زيدان...
    دمتي بخير...

    ردحذف
  14. هناك مقابلة جميلة جرت مع الدكتور يوسف زيدان، المختص بالفلسفة الإسلامية، على احدى القنوات المصرية، أظن أنها دريم.

    أنصح بمشاهدته سيما وأن مقابله كان الدكتور عبد المسيح بسيط.

    عموما، من وجهة نظري أن الرواية غنية تاريخيا وجميلة جدا من حيث الأسلوب، وإن كانت تنقصها البلاغة الأدبية التي تعتمد على إنشاء الصور الفريدة من نوعها بدلا من الألفاظ المستهلكة.

    مع هذا فإن عبارات الرواية تنساب بسهولة لشدة بساطتها، حتى يخيل للمرء أنها رقائق تاريخية حقيقية بينما هي مجرد رواية من بنات أفكار الكاتب دمجها ببعض الوقائع التاريخية.

    رواية جميلة استمتعت جدا بقراءتها

    ردحذف
  15. مهند

    يسعدني أنه أعجبك التلخيص :)

    بعض من رجال الكنيسة أبدى اعجابه بالرواية و البعض الآخر بدأ يستنكر الحقائق التي اعتمد عليها يوسف زيدان في روايته حتى أحدهم قام بكتابه رواية رداً على يوسف زيدان و الاسلام وتحمل عنوان " تيس عزازيل ..! "

    لكنهالم يصدر منها اصدارت ورقية فقط الكترونية ..!


    استمتع كثيراً لهذا النوع من الروايات فهي تزيد من الحصيلة الثقافية للقارئ وقد يكتسب معلومات جديدة لا يعرفها من قبل ..

    أتمنى أن اعثر على اصدارت جرجي زيدان

    سعيدة بحضورك
    أخي الكريم

    ردحذف
  16. سفيد

    شكراً للعزيز يوتيوب فلن افوت فرصة مشاهدة المقابلة طالما اعجبك فلابد ان الحديث كان مثمر ومشوق ..

    ما فهمته من المقدمة انها ترجمة لتلك الرقائق المعثوره في حلب و التي هى ثلاثون رقاً حتى أن فصول الرواية تحمل هذا العدد بناء على ترجمة كل رق ..!

    عموماً لابد ان يحرك الراوي مخيلته فهو أمر ضروري حتى يمكن تسمية الكتاب بـ " رواية " ..

    عن نفسي لم أحب تعمقه الراوي في وقوع الراهب بالملذات لكنها تظل كما تفضلت جميلة ..

    أنا مدينة لك بالشكر على تذكيري بالمقابلة سأشاهدها عن قريب ان شاء الله ..

    فشكراً لك
    اخي الكريم

    ردحذف