01 يوليو 2009

حكاية اغتيال اعظم حكام امريكا


عندما كان شاباً في العقد الثاني من عمره شاهد مشهداً بات راسخاً في ذهنه طوال حياته رغم أنه امراً عادياً عند معظم سكان أمريكا و اوربا

فعندما كان في نيو أورليانز شاهد عبيداً من السود يعرضون للبيع
هذا المشهد كثيراً ما يحدث في معظم بلاد اوروبا منذ دخول العبيد السود في اوائل القرن السابع عشر الميلادي

ذلك الشاب الامريكي عمل محامي قبل ان يتولى رئاسة أمريكا هذا الى جانب تفكيره السياسي الذي انفرد به عن بقية عقول سكان امريكا لم يكن مرغوب به ، بمعنى آخر اعتبره البعض أن الجحيم هو مكانة المفترض أن يكون ، فهذا مصير كل طاغية

لم تكن علاقاته مع سكان الجنوب جيدة ، ولطالما اراد ان يكف هؤلاء البيض عن العنصرية والتمييز بينهم وبين السود


" أصدقائي أيها القرويون الساخطون ان قرار بدء الحرب الاهلية هو قراركم وليس قراري .. فالحكومة لن تقوم بالاغارة عليكم وانتم ليس لديكم قسم اقسمتموه أمام الله للقضاء على الحكومة .. بينما لدي قسم وقور أقسمت به أمام الله والذي أرعاه و أحميه و أدافع عنه "

كان هذا احدى الخطابات التي القاها لشعبه معلناً قيام حرب أهلية من أجل تحرير العبيد من استبداد البيض
لذلك اقدم على توقيع يتضمن فحواة تحرير العبيد

" لم اشعر بحياتي انني كنت على صواب كما شعرت عند توقيعي على هذه الورقة "

وبالفعل تم تحرير عدد لا بأس به من العبيد على يد اسيادهم ، لكن اقدامه على هذه الخطوة كفيله باستقرار رصاصة في عينه اليمنى ليعيش بعد تلك اللحظة غيبوبة قبل ان يفارق الحياة

بعد حروب و صراعات عدة مع اولئك المتعصبيون اراد الحاكم الامريكي القليل من الراحة وتلطيف الجو السياسي المتأزم فعزم على الذهاب لحضور مسرحية

زوجته ماري لم تكن مطمئنه لذهابة للمسرحية في ذلك اليوم ، فقد شعرت بشعور سيئ قد يحدث لزوجها ، وقد كانت على حق

دخل الرجل وامراته المسرحية وقد تلقى ترحيب لطيف من الجمهور مرددين أنشودة " مرحباً بالرئيس " ليستكمل الممثلون عروضهم المسرحية ، فيما بعد ذهب حارسه الشخصي ليحتسي بعض الشراب ليستغل جون ويلكس بووث ذلك الفتى الجنوبي المتعصب الفرصة ويدخل كابينة الرئيس ويصيب الطلقة خلف رأس الحاكم قائلاً له : " هذا مصير الطاغاة "

لنتخيل المشهد معاً ، أنت في مسرح يحضره مئات بل ربما ألف مشاهد ، الجميع مندمج بالمشهد الفكاهي ويهم بعضهم بالظحك في حين تأتي صرخة عند كابينه الرئيس وبعدها تسمع طلقة نار ،زوجته في لحظة انهيار وصدمة ، فقد كانت تشعر بالضيق قبيل خروجهم للمسرحية وقد كانت حاستها السادسة على صواب
هرب القاتل لكن سرعان ماتم القبض عليه وقتل في نهاية الأمر
بعد فحص جثة حاكم امريكا تبين بأن الطلقة اتت من خلف رأسه لتخترق أذنه اليسرى بل وصلت رحلة الرصاصة في النهاية خلف عينه اليمنى ، بعد ذلك دخل في مرحلة الغيبوبة او فقدان الوعي لمدة تسع ساعات قبل ان يفارق الحياة في تمام الساعة السابعة صباحاً والثانية والعشرين دقيقه في الخامس عشر من نيسان من عام
1865م
تعددت نظريات الاغتيال فالبعض يرى بأن حقيقة اغتيال الحاكم لم تكن استهتار رجل طائش بل ربما خلف هذا المتهور رجال ذو مناصب حساسة في الدولة ارادت التخلص منه
وكيفما كان ذلك فقد اشتهر هذا الحاكم بحبه وحسن تعامله مع شعبه على السواء
انها حكاية حاكم امريكا السادس عشر
Abraham Lincoln
ربما لم يحقق ابراهام حلمه في ذلك الوقت لكن أمريكا في القرن الواحد والعشرين اصبح من يتولى قيادات العليا في الولاية هم السود بل من يجلس الان في كرسي الرئاسة هو اول رجل اسود .. في وقت مضى كان العكس هو الصحيح


من أقوال الرئيس ابراهام لنكولن
" ان المنزل المنقسم على نفسه ليس بامكانه الصمود ابداً ، و باعتقادي فان هذه الحكومة ليس بامكانها الصمود والى الابد في ممارستها التي قسم منها تسمح بالاستبعاد وفي الاخر تدعو الى الحرية "

هناك تعليقان (2):