10 ديسمبر 2012

الغراب

















اسم الكتاب : الغراب .. التاريخ الطبيعي والثقافي
نوع الكتاب : ميثولوجي / عالم الحيوان / حضارات الشعوب
اسم الكاتب : بوريا ساكس
اسم المترجم : ايزميرالدا حميدان
عدد الصفحات : 180
سنة النشر : 2010
دار النشر : مشروع كلمة ، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث


هذا الكتاب غريب بعض الشيء إذ يندر ان يوجد كاتب مهتم بعالم الحيوان وميثولوجيا الشعوب حول هذا المخلوق  الذي عد نذير شؤم كعدوه البوم ..!
ومن حسن حظي بأني أقتنيت الكتابين :)!

نحن نتشائم من مخلوقات ولانعي لِمَ كل هذا التعبس ؟!
أظن هذا الكتاب يجيب على هذا التساؤل وطبائع بعض البشر اللامنطقية حول هذا الطائر المسكين ..!

يتطرق هذا الكتاب بالحديث من الناحية الفسيولوجية للغراب فهو على قدرة في تقليد أصوات الحشرات والبشر ، وهو على درجة عالية من الذكاء ، حتى أنه تفوق على القرده الذين شبهوا في كثير من تصرفاتهم بالبشر  ..!

فقد لوحظ في إحدى شوارع اليابان أن الغراب يرمي الجوز على الشوارع التي تكون بالقرب من إشارات المرور حتى يتسنى له التقاط مافي جوف قشور الجوز بعد أن تهدسته إطارات السيارة ..!

كما أجري العديد من التجارب في المختبرات ، والنتائج لاتقل دهشةً عن تلك ..!

يأتي بعد ذلك في الحديث عن علاقة الإنسان بالغراب سواء عبر الأساطير أو حتى بعد أن انسلخت عقول البشر من الميثولوجيا ..!

ففي بعض بقاع أوربا كان الغراب يسدي خدمة في الحد من انتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة بأكل الجثث فكما هو متعارف لدى الجميع أكل الجيف طبق الغراب المفضل ، لكن على الرغم من تعظيم من شأنه لكن بالإمكان القول بأنه كان نذير شؤم وحامل الأخبار الغير سارة في معظم الثقافات ..!

لفت انتباهي موضوع الغراب كيف كان في بدء خلقه أبيض اللون وتعددت الأساطيروالخرافات ، ففي الميثولوجيا اليونانية عاقب ابولو الغراب بتحويل لونه إلى الأسود بعد أن زف له ذلك الأخير خبر زواج حبيبته من رجل آخر ..!

وحينما تطرق بالحديث عن الشرق أتى بالحديث عن بداية الإسلام ، وبينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفر من قريش لجأ إلى الغار ، وكان الغراب بالقرب من الكهف فأخذ يقول للكفار " غار .. غار " أي كان يفشي لهم بسر مكان الرسول الكريم فلعنه الرسول وأحال لونه للأسود..!

وهنا أشدد بنقطة هامة لايخص هذا الكتاب فقط ، فمن الخطأ أن يسلم القارئ كل ما يكتبه الكاتب ، فهذه الحادثة على سبيل المثال وإن بدت لي رواية من خيال الحاقدين على دين الإسلام فهى غير منطقيه ، فكلانا يعلم كيف هدى الله الحمام وخيوط العنكبوت وحمى الرسول وصاحبه الصديق رضي الله عنهم ..!

لكن هذا لايمنع من التأكد من صحة هذه الحكاية ..!
خاصة وأن الكاتب اعتمد على مصادر عربية

الكتاب ممتع ، ويحوي الكثير من الصور لرسامين مشهورين وصور لطقوش الشعوب البدائية، وكما عودتنا هيئة أبو ظبي ومشروع كلمة الترجمة أكثر من رائعة 

:)

 

 

لمزيد من التفاصيل عن الكتاب عبر موقع مشروع كلمة 


تقييمي للكتاب
10/8

هناك تعليقان (2):

  1. سلام عليكم...
    سبحان الله وله في خلقه شئون...
    نحن نتشائم من مخلوقات ولانعي لِمَ كل هذا التعبس ؟!..بحكم إطلاعك هل التشاؤم هنا نتيجة الثقافة والبيئة أو انه إنطباع داخلي يتولد للانسان نتيجة رؤيته لهذا المخلوق, هل تطرق الكتاب هذا المعنى؟
    حول هذا المخلوق الذي عد نذير شؤم كعدوه البوم ..!
    هل يفهم بأن الغراب والبوم بينهم عداء..؟ معلومة جديدة أن الصح الفهم تشكرون على الاشار إليها.
    في الختام المعذرة على كثرت اسئلتي الموضوع لافت بالنسبة لي وأود الاستفادة من قرائتك القيمة...حتى قراءة اخرى كونوا بخير وتحملونا موفقين

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام والرحمة ..

      حسناً الكتاب تطرق بالحديث عن سبب تشاؤم البعض من رؤية الغراب ..

      الغراب دائماً ما يتواجد في ساحة الحروب ، يتفرج آملاً أن يهوي أحد المقاتلين أرضاً مودعاً عالم الأحياء ، ففي الماضي لم يكن هنالك عناية كبيرة في نقل الرفات نتيجة كثرة الجثث ، وربما تباطئ في عملية الدفن تسنى للغراب فرصة أكبر في إلتهام الجثث ، إن رؤية هذا الطائر وهو يلتهم بشراهة أمر مقزز ومخيف ، تخيل لو كان صديقاً يرى صديقه تتقطع أشلاءه وسط وحشية الغربان ..!
      برأي يعتبر هذا سبب كافٍ لتذمر البعض من الغراب ..
      وحتى وإن اختفت هذه الظاهرة فحتى الميثولوجيا لعبت دوراً في انحطاط من منزلة الغراب - أغلب الأساطير وليس جميعها - وبصورة غير مباشرة تناقلت هذه النظرة التشاؤمية عبر ثقافات الشعوب ..

      نعم الغراب والبوم ليسوا على وئام :)

      ولو أخ علي الحقيقة أسعد بالأسئلة فهى تنشط ذاكرتي

      :) !

      حذف