30 ديسمبر 2013

بحار الحب عند الصوفية




















اسم الكتاب : بحار الحب عند الصوفية
نوع الكتاب : التصوف ، الفلسفة و المنطق
اسم الكاتب : أحمد بهجت
عدد الصفحات :246
سنة النشر : 2008
دار النشر : شروق
" لا نريد أحكاماً مسبقة أو أفكاراً جاهزة للحكم على التصوف قبل الخوض في أمواجه "

عندما يتعلق الأمر بالدين يصبح الموضوع أكثر حساسية فتثار الفتن ، و تشتد الحوارات وتكثر العنصرية والإنحيازية لأسباب في معظمها قد تكون شخصية !
وهذا الكتاب لا يخرج عن هذا الأطر ، لست في صدد التعاطف مع الصوفية ، لا لشيء سوى أنهم ليسوا بحاجة لمن يعطف عليهم والله أعلم مافي الأنفس !
لماذا نقرأ ؟
كي نوزن الأمور بعقلانية لكن إن اكتفينا بالعقل دون الايمان فقد يصل بالمرء - والعياذ بالله - للإلحاد ، فالعقل لا يؤمن إلا بالماديات والعكس صحيح مع الإيمان ، لهذا نحن بحاجة إلى التوافق فيما بينهما ، وحفاظاً على الحقائق التي وردت في هذا الكتاب أرى أن من الخير اقتباس أهم ما ورد عن التصوف :

" الصوفية هم الذين صفت قلوبهم لله .. ويتكرم الله عزوجل على أصحاب القلوب التي لا تشهد غيره ولا تحب سواه بالمكاشفات والأسرار .. وربما منع الله تعالى أو منح .. ربما قبض علمه أو بسط علمه .. مشيئته سبحانه وتعالى مطلقه نافذة ، والمنع والمنح ليسا بسبب من جهد العباد و إنما هما محض فضل من الله .. وليست تجارب الصوفيين ومجاهداتهم إلا تدريبات  روحية لتصفية القلوب لله .. وبعدها ينتظرون أن يفتح الله عليهم ببعض أسراه سبحانه  .. هكذا ينظر بعض الصوفية إلى القصة .. وإنكار هذا النظر استبعاد وجود عباد يفتح الله عليهم ببعض أسراره ، يعني إنكار آية من آيات القرآن ، كما بسط هذا النظر على كل من يدعي الصفاء خطأ بالغ ، لأن علم الأسرار سر ، ومميزات السر أن يحمله أقل عدد ممكن من القادرين "

" يقول الصوفي أبو تراب النخشي (متوفى سنة 245) الصوفي الذي لايكدره شيء ، ويصفو به كل شيء "

" اختلفت مصائر الصوفية كما اختلفت طرائقهم في التذوق وإن جمع بينهم جميعاً خيط واحد .. الحب .. إنهم يرون أنهم يحبون الله كما لا يحبه أحد "

" لم يكن التصوف قضية مطروحة في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبب آخر .. أن تصفية القلب لله تعني السير على سنة رسول الله ، ولم يكن رسول الله قد أنهى رسالته لتبدأ التجارب الروحية بهدف تصفية القلب .. "

" يبدو أن الصوف كان لباس الفقراء والمعدمين  .. وحين ارتداه الزاهدون والصوفية كان هذا إشارة موحية بأنهم ينبذون المظاهر الأموية والترف السائد ، ويختارون طريق الفقراء ولباس الفقراء "
أستطيع القول بأن بحار الحب عند الصوفية من امتع الكتب التي قرأتها لهذا العام ، فبهجت تفرد بالموضوعية وعدم الانحيازية للصوفية أو لأي جماعةٍ أخرى ، أسلوبه الممتع بإمكان لأي قارئ إستيعابه وإن كانت معاني المفردات ليست بمعناها المتعارف عليه إلا أنها توصلنها لفهم الحقيقة ، أتى بالحديث عن سير الأنبياء وآل البيت والأولياء الصالحين مستشهداً بالكثير من الآيات الكريمة ليؤكد صحة مايرمي إليه .
هنا نأتي لنقطة في غاية الأهمية وقد أشار إلبها الكاتب لأكثر من موضع ، علينا ألا نحكم على الأمور دون الخوض في البحث فيه ، فما بالك في الحكم على إيمان  اﻵخرين !
أذكر ذات مره أخذت إحدى صديقاتي تتهم الصوفيين بالمشركين لأنهم يقدسون الأولياء حد الألوهية ، وحينما سألتها عن المصدر الذي استندت عليه حكمها أكتفت بالقول : هذا ما يُقال عنهم !
" سهل أن يقف المرء على الشاطئ ويغمض عينيه ويقول :


ليس هنالك بحر ..
وأصعب كثيراً من ذلك أن يكابد الموج ويجرب السباحة أو يحاول الوصول ..
سهل أن نقول إن التصوف بدعة .. أو كلام فارغ .. ولكن هذا ليس حكماً .. !
لايكون الحكم حكماً إلا إذا ملك ضمير قاضٍ نزيه ، والقاضي لايحكم في الدعوى إلا بعد النظر فيه وتأمل الأدلة وإمعان الفكر ..
نحن نبحث عن حقيقة التصوف ..
نحن إذن نبحث عن حقيقة ..
وكل إنسان في الأرض يبحث عن حقيقة ..
والبحث عن الحقيقة يفترض حياد الباحث وتجرده .. "
مابين الأقواس اقتباسات
تقييمي للكتاب
10/9



هناك تعليق واحد: