02 يناير 2014

سلوة العاشق
























اسم الكتاب : سلوة العاشق
نوع الكتاب : أدب العشق
اسم الكاتب : عايض القحطاني
عدد الصفحات :247
سنة النشر : 2008 ط2
دار النشر : العربية للعلوم ناشرون 



وقعت في حب كتابه الأول ، لأقع مرةً أخرى أسيرةً مع كتابه الثاني ، أتعجب كثيراً عندما أجد كتُاب حديثي العهد بالكتابة يتوارون عن الأنظار - وهم مفخره أدبية للشباب الكويتي - في حين نجد من ألف قصصاً تتجرد من القيم والمعاني الإنسانية لتحل محلها كل مايخدش الحياء يتصدرون أعلى المبيعات وهم عن الثقافة و الأدب اللغوي ساهون !

" أقام الحبُ حبكِ في فؤادي                 وحبي في فؤادكِ قد أقاما
  كلانا وامقٌ كلفٌ معنَى                      بصاحبه ولا يبغى الحراما "

 
الحب له قواعده وشروطه ، ومهما اختلفت ثقافات الشعوب نظل متفقين بأساسيات العشق أو بالأصح بصورته البكر قبل أن تلطخ بأصباغ التحرر واللهث وراء الغرائز  " العشق الصحيح لا يصلح إلا لذي مروءة طاهرة ، وخليقة ظاهرة ، أو لذي لسان فاضل ، وإحسان كامل ، أو لذي أدب رفيع يحبه الناس ويألفوه ، وقد يصفي العشق ذهن الغبي ويسخي كف البخيل "

 
هناك من يتلذذ بالحب يصاحب خليله ويفعل مايريده بإسم الحب ، والحب بريء من تلك المنكرات التي لا تُباح إلا بوثاق شريعة الرحمن ، ومن ثم تأتي الحسرة ولوعة الفراق وما نجم من ورائها الحماقات  ولا ينفع الندم بعد فوات الأوان " لقد اعتبر الحب ناقصاً إذا لم يصدق بالزواج ، لهذا نرى أن الاسلام أوصد باب العلاقة أمام كل من يريد أن يلهو بها من الطرفين معاً ، فجعلها محدودة لكي لا يكون هناك أي مجال للشذوذ والتلاعب وحينما تبدأ نسمة الحب ، يُطلب من المحب أن يعقد الزواج فوراً ، فلا داعي لتضييع الوقت ، وإعادة النظر مرة بعد مرة ، لأن الثقة متبادلة بين الطرفين " .

وعن الحب من أول نظره قال فيها " كبيره عليه أن تقرن معه كلمة حب ، هو مجرد افتنان أو إعجاب أولي قد يكون مدخلاً إلى حب غائر ، الأصلح أن يقال إعجاب من أول نظرة "

 
قيل عن الحب أعمى لكن " أثبتت دراسة علمية جديدة أجراها العلماء في كلية لندن الجامعية أن الأشخاص الذين يقعون في الحب ليسوا عمياناً فقط بل لا يفكرون على الإطلاق ! " 

كثيراً من الفتيات يحلمن بالحب قبل الزواج كمثل البطلات اللائي نشاهدهن في التلفاز ، لا جرم من التجرع ببعض من العقلنه مع الحب ، ففي دراسة أجرتها دكتورة أمريكية تدعى تيلور تقول فيها " إن نجاح الزواج لا يرتبط بوجود الحب قبل الزواج  ، المهم أن يأتي الحب بعد الزواج ، ثم يشعر به الزوجان ويزيدهما تقارباً وإلتصاقاً ، والحب بعد الزواج أمر ممكن ، وهو تطور عادي لعلاقتهما ، لو سلك الزوجان سبل النفاهم والتضحية وعمل كل منهما على إسعاد الآخر ، والحب الناشيء عن المعاشرة الطيبة والود والتفاهم أمتن أنواع الحب وأصلبها وأبقاها ، وهو القادر على مواجهة الحياة الزوجية ، لأنه يقوم على اسس متينة للروابط ، ليس على مجرد  رغبات طارئة عابرة "

 
ومن الفتية نجد بعضهم من يتبرأ من فكرة الارتباط  ، وكأنه ألقى بنفسه في التهلكة ، الزواج يا عزيزي " لايقتل الحب ، بل لعله هو الذي يزيده عمقاً وينميه ، كل مافي الأمر أن الحب مع الزواج لم يعد بحاجه إلى دليل للتعبير عن صدق الطوية وصفاء السرية... الحب لا يموت بعد الزواج ، بل يختبئ وراء هموم الحياة ومشقاتها ، و وراء هموم الأطفال ورعايتهم ، ويخرج الحب من مكمنه متدفقاً بقوة ، إذا استدعيناه ، الحب الحقيقي لايموت أبداً " ، وقد أصدق في قوله حينما قال " إذا كان الحب أعمى ، فإن الزواج هو الذي يعيد إليه النظر ! "

 
لعل القارئ النهم يدرك اختلاف مفاهيم الحب عندما يقارن الأدبيات الكلاسيكية بالأدبيات المعاصره والتي يدخل lمن ضمنها  الأعمال السنيمائية ، هذا ما أكدته إحدى الدراسات  " إن الأدب العربي المعاصر ، ومع الإعلام ، تأثر بالنظرة الغربية المادية للحب ، فهوى به إلى مستنقع الحيوانية والرذيلة ، في جانب كبير منه ، وصار الأدب لا يعبر عن أشواق عاشق ، ولا عن زفرات محترق ساهد ، بل صار يعبر عن نعيق حيوان شبق ، يريد أن يروي غريزة الجنس ، هكذا تردى الأدب المعاصر في جانب كبير منه ، ليس فقط بتضييق مفهوم الحب ، بل بتشويه حب الرجل للمرأة "

 
وخير دليل على صحة هذه الدراسة لو ضربنا مثلاً عيد الحب ، الذي بدأ يصبح جزءاً من هويتنا الاجتماعية والتي لاتمت بصلة بمعاييرنا الأخلاقية " لن نناقش شرعيته لأنه ليس عيدنا ، لكن هناك من ينظر إليه كظاهرة تجارية تستغل الربح على حساب الأخلاق ، فهناك تجارة الشيكولاته ، والورود ، والاتصالات ، والرسائل ، والسينما ، الكل يستغل هذه الظاهرة من أجل مردود مالي وفير ، كل ذلك يجعل منه خطاب جيوب ، ليس خطاب قلوب ! "


 
وقفه مع وصايا عايض الأخلاقية  في الحب :

- " ابدأ أنت بوضع كلمة الأساس في هذه العلاقة السامية ، ولا تنظر ممن تحب أن يبدأ هو ، فقد يكون خجولاً ولا يفصح عن حبه أبداً "
- " بعض الناس يعتبرون الحب وسيلة إلى تحقيق رغبات ونزوات ، فحدد موفقك من هؤلاء "
- " جمال المرأة لا ينبع فقط من اكتمال التقاطيع وتناسب التقاسيم ، فابحث عن الجمال الحقيقي عند فتاتك ، وهو جمال النفس وحسن المنبت "
" أعلم أن الحب يأتي هبة ، لا مناهية ، فإذا وجدت من الحبيب ازورار ، فأنسحب بلا حوار ، عز نفسك وكن ذهب ، وأذهب مع من ذهب ، وتحمل قليلاً من العذاب ، فما زلت في سن الشباب "
- " الذين أحبوا بقوة ، لم يحبوا من أول نظرة "
- " الحب يستأذن المرأة في أن يدخل قلبها ، وأما الرجل فإنه يقتحم قلبه دون إستئذان "
- " لا تقل : أحبها لكذا ، بل قل : أحبها رغم كذا .. وكذا .. وكذا ..! "


 
" توقع أن تخرج من البيت يوماً ما من الأيام هكذا لاتعرف إلى أين أنت ذاهب ، يعتريك شعور بأنك ستجد شخصاً ترتاح له وتعشقه ، وهو ينتظرك في مكان ما ، يجب أن تذهب إليه ، ستراه ، وعندما تراه تشعر بأن وصالاً قد تم بعد طول غياب ، رؤيا وإلهام من وحي الحب ، مشتاقٌ يسعى إلى مشتاق "


 
 مابين الاقواس اقتباسات



 لقاء مع الكاتب في صباح الخير ياعرب

 
 تقييمي للكتاب
10/9


هناك تعليق واحد:

  1. مؤسف ان نرى الحب يستغل لإشباع رغبات جسديه خاليه من اي مشاعر جميله ..

    ردحذف