10 أبريل 2014

أوديسة الغجر


 


















اسم الكتاب : أوديسة الغجر
نوع الكتاب : انثربولوجي ، شعرو قصص قصيرة
 اسم الكاتب : خليل صويلح
عدد الصفحات : 94
سنة النشر : 1993
دار النشر : الحصاد
ابتعته من معرض الكتاب الماضي

" الغجر عالم مجهول ، حرية مشتهاة ، ترحال أبدي
إنها الأدوديسة السمراء ، رحلة العذاب والسعادة المفقودة
 تحت ضوء القمر وعلى الدروب الطويلة المتعرجة .
رحلة إلى اللاوطن .. بدأت كما الأسطورة ولن تنتهِ أبداً ..
والغجر قصيدة عصية على الوصف 
هى كارمن وايزمرالدا ورادا وزمغيرا الباحثات عن سعادة قصوى 
تنتهي في طعنة خندر أو حريق .. 
النار المشتعلة أبداً في الصدور الباحثة عن الحب والحرية .

وحين نتساءل لماذا الغجر الآن ؟
لا أجد إجابة منجزة تماماً ؟

ولكني أرى أننا نحتاج إلى الهواء الذي لم يفسد بعد 
 لم يلعب في غرف أو شوارع أو حدائق مسورة .
وكم نحتاج إلى حرية عصية غامضة وساحرة ومثيرة .
كم نحتاج إلى أساطير جديدة ، نعيشها كل يوم
 لاتطويها العادة أو الاعتياد .

كم نحتاج إلى نساء غجيرات ، مبللات الشعر ، على رمال بحارب بعدية 
 لا تقيد معاصمهن الساعات والعودة إلى المنزل باكراً .

كم نحتاج أن نكون غجراً لا نحمل مفاتيح أو دفاتر هواتف ومواعيد 
دفاترنا الدروب ومواعيدنا ظلال الأشجار أو الخيام وحتى البغال المنهكة .. "

ياه !
هذا الكتاب أربكني كثيراً لفصاحته وللغويته الراقية !
أبداً لا تستهين بالكتب صغيرة  الحجم ، أحببت الكتاب بصدق وليته لا ينتهي ، فهو مزود بالصور وخليط مركب مابين الإنثربولوجي والأدب القصصي والشعر كفستان غجرية مزركشة بألوانٍ زاهية .

الآن بدأت لعبتي المفضلة في استعراض الحقائق التي تطرق إليها  صويلح في كتابه :
 
- تشير أغلب الدراست المعنية بتحديد بلد منشأهم إلى الهند ومنها إلى إيران لتتوسع رحلات الغجر إلى بقاع أوسع من ذلك ، بمعنى آخر أينما وجدوا الغجر فإن موطنهم الأصلي هو الهند .
- يؤمن الغجر بأن موطنهم " حيث تضئ الشمس وتلمع النجوم وبعبارة أخرى فإن العالم بأسره هو ملكهم "

العالم الأوروبي ممتن للغجر لأمرين الحديد، و ورقة التاروت .

- ترحالهم المستمر لايرجع في غالب أمره لشغف الترحال ، فتاريخهم نال قدر مايكفي من الإضطهاد والتشرد والجوع ، لكن هذا لا يعني على أن  فوق رؤسهم طوق من الذهب كالملائكة فقد شاع لديهم خطف الفتيات وسرقة الأطفال ولعل ذلك يفسر عرقهم الخليط مابين الملامح الأوروبية والشرقية .

- من ضمن عاداتهم الغريبة إذا قام أحد الجماعات بالتعدي على جماعة أخرى  فلابد من أخذ الثأر المتمثل بتغريم الجاني مبلغ من المال فما على المجني عليه سوى حرق تلك النقود - والتي تقدر بالآلاف -  أمامه لأن بذلك يحرق كبده وعرق جبينه تسمى هذه العادة بـ بنظام المغارمة ، وهو عقاب جيد من وجهة نظري على الأقل أفضل من سفك الدماء!

- يتفاخرون كثيراً بعاداتهم وبشرف بناتهم فهى ذات طقوس ليلة الزفاف التي يمارسونها أهل قرى مصر ، فلابد من التشهير بعفة العروس أمام الملىء ، كما أنهم يرون الرجل الغجري الذي يتزوج من إمرأة ليست بغجرية نجاسة !

- وضع الغجر بدأ يتحسن تدريجياً مع حلول القرن العشرين على الصعيد الأدب المسرحي إن أردنا الدقة ، فقد افتتح في موسكو عرضاً مسرحياً لهم ، خاصةً وأنهم بارعون في العزف على القيتار والرقص بفساتينهن المزركشة ذات الألوان الأخاذة .

- في القرن الذي يسبقه - القرن التاسع عشر - كانت هنالك بوادر أدبية في السرد القصصي والروائي عن حياة الغجر ومعاناتهم واضطهاداتهم ، فقد ابتدع الكاتب الفرنسي بروسبير مريميه شخصية كارمن الفتاة الغجرية إلى أن غدت إلهاماً لكثير من المخرجين السينمائيين فأنتج الكثير من الأفلام عن المرأة  الغجرية - القدرية - " رغم بساطها الظاهرية تظل كائناً غامضاً ، أنه يحبها ويريد الزواج منها وهى تبادلة المشاعر نفسها ولكنها ترفض وهو لايفهم تصرفاتها "


بإختصار في حال وجدت هذا الكتاب على رف إحدى المكتبات لا تترد في إقتناءه !


تقييمي للكتاب 
10/10        

هناك تعليقان (2):