09 مارس 2010

روائع هوميروس تتجسد في الأوديسة


عنوان الكتاب : الأوديسة
نوع الكتاب : رواية
اسم الكاتب : هوميروس
اسم المترجم : دريني خشبة
عدد الصفحات : 254
دار النشر : نهضة مصر للطبع و النشر
اتبتعته من الظمني

عندما قرأت لـ د. محمد بكر كتابه " قراءات في حضارة الإغريق القديمة " اثار اعجابي بحديثه عن الشاعر الضرير الرائع هوميروس وعن ملحمته الأوديسة و التي تبدأ بنهاية ملحمة الإلياذة بإنتصار الإغريق على الطرواديين بعد حروب استمرت عقداً من الزمان و يأتي انتصار الإغريقيين إلى حيلة أوديسيوس بطل ملحمة الأوديسة بفكرة صناعة حصان خشبي ضخم يحمل في داخله أقوى جيوش اليونان و بذلك سقطت طروادة .

بعد انتهاء الحرب قرر أوديسيوس العودة لوطنه ومملكته ايثاكا هو ومن معه من الجيش المنتصر إلا أن القدر لم يحقق له مبتغاه إلا بعد مرور عشر سنوات أخرى من عمره ليكون الشخص الوحيد الذي قدّر له رؤية الوطن ، يرجع الأمر في ذلك إلى العقاب الذي نُزل عليه من قبل بوسيدون إله البحار بعد أن نكر أوديسيوس مساعدته له .

خلال العشر سنوات ما بعد الحرب التقى أوديسيوس بإبن بوسيدون وهو بولوفيموس في إحدى الجزر لكن هذا الابن لم يحسن كرم ضيافة أوديسيوس و رفاقه فقام بأكل بعضاً منهم بعد أن اخذهم أسرى لديه لذلك قرر أوديسيوس محاربة العملاق بإحدى حي
له فقام بتقديم الخمر له مدعياً أنه شراب مقدس فأقدم العملاق بشربه حتى ذهب عقله و غدا في سبات عميق و لأن أوديسيوس محتجز بكهف مغطى بحجر ضخم يفوق قوة جيشه قام بفقع عين بولوفيموس الوحيده ليقوم ذلك الأخير في فزع يزيح الحجر طالباً المساعدة ليفتكوا بـ أوديسيوس لكن لم يتلقى أي مساعده من أحد ذلك لأن أوديسيوس عّرف نفسه له في البدء بـ أنه أوتيس و التي تعني بـ لا أحد ..!

في إحدى رحلاته التقى بإله الرياح و قدم له جعبه بداخلها رياح قوية تساعد سفينته بالعودة سريعاً للوطن لكن فضول رجاله قاموا بفتحه في الوقت الغير مناسب و بذلك لم يعد أي أحد منهم إلى الوطن .

بعد الابحار لفتره طويلة قرر أوديسيوس الاستقرار قليلاً في جزيرة إيايا و كان يقطن في تلك الجزيرة ساحرة تدعى كيركى استطاعت أن تُسحر رفاق أوديسيوس و تحولهم إلى حيوانات و كاد أوديسيوس يغدو مثلهم لولا تناوله من العشب المبارك الذي اهداه اياه رسول الإله و بذلك استطاع ان يعيد رفاقه الى وضعهم الطبيعي بعد ان تعجبت الساحرة من بطلان سحرها على أوديسيوس .

و من جزيرة إلى جزيرة و مشاق كبيره واجهها أوديسيوس و بالكاد استطاع مواجهتها قرر له البقاء حياً لكن لم يحظى اي من رفاقه الحياة ليكونوا جميعهم أمواتاً ، وبعد ذلك ارتحل الى جزيرة أخرى تعرف بـ أوجوجينا و هناك التقى كالبسو و تزوجا واعتطته هى الخلود و استمر العيش في هذه الجزيرة لمدة سبع سنوات لكن رغم النعيم الذي هو فيه لم ينسيه حنينه لـ اثياكا و إلى ابنه تيلماخوس و إمرأته بنيلوبي التي لم تترك لليأس أن يفتك بها كما حدث لوالدة أوديسيوس ، ونظراً لطول غياب زوجها عنها طمع الرجال بها فأخذوا من قصرها متعةً لهم طالبين منها ان تختار أحداً منهم زوجاً لها و رغم ما يتمتعونه هؤلاء من قوة و غنى لكنها أبت أن تفضل أحدهم على زوجها لذلك ادعت للرجال بأنها ستقدم على الزواج بأحدهم بعد ان تنهي بحياكة كفن لوالد أوديسيوس لكن كل ما تنسجه صباحاً تقوم بفكه ليلاً و رغم كشف حيلتها لا زال الأمل يدب فيها يخبرها بأن يوماً ما زوجها سيعود حتى بعد سماعها إشاعات عن وفاته .

بعد عقدين من الزمان تقريباً يعود أوديسيوس للوطن و يلتقى بإبنه و رعيته لكن الهة الحكمة أثينا أرادت له أن يعرف مدى وفاء زوجته له فقامت بتغيير هيئته إلى شحاذ ليلتقي بها و بعد أن التمس صدق وفائها له قام هو وابنه بقتل الخطُاب الطامعين على العرش بعد ان اثبت لهم بأنه هو أوديسيوس حينها اعادتت الهة الحكمة أثينا هيئته الأولى و عاش هو وزوجته وابنه بسعادة و رخاء .

عند قارئتي للرواية أخذ ينصح المترجم القارئ بقراءة الإلياذة والتطلع لكتب الاساطير و الآلهه اليونانية ذلك لتيسير فهمه لأحداث القصة ، وأي قارئ غير مطلع لميثولوجيا اليونان سيرى بأن هذه القصة سخيفه و تصلح لقصص الأطفال ذلك لبُعد الخيال عن الواقع و لوجود عدة آلهه ناهيك عن وجود الهه تقف في صف أوديسيوس و منهم عدو له، لكن لابد أن لا ننسى بأن عُمر هذه الملحمة تجاوزت آلاف السنين بمعنى أنها كتبت قبل الميلاد وفي ذلك الوقت لم يسد اعتقاد عند الاغريق بفكرة التوحيد فلكل شأن في الحياة و الموت إله حتى مع وجود كبير الاله زيوس .

ما أعجبني في هذه القصة هو ان كل شئ ما كتبه هوميروس مختلف ، الوفاء ، الحب، الاخلاص ،الايمان و صراع الخير مع الشر جميعه امتزج بصوره مختلفه ، يكفي أن هذه الرواية كُتبت منذ زمن بعيد أستشعرت عند قرائتي بأني أنتمي لذلك الزمان المنفي .

من الصعب تقييم الرواية خاصة وأنها مترجمه و المترجم سعى أن يلخص الأحداث حتى لا يصيب القارئ بالملل وقد كانت ترجمته على مستوى عال من الأدب اللغوي حتى أنه أدرك ذلك لذلك معظم الصفحات تحوي على هوامش لتفسير معاني المفردات ..!
كما استغربت من اعتماده على تسمية معظم الالهه بأسماء رومانية في حين هذه القصة يونانية بل أحياناً قد يصيب القارئ بنوع من التشتت نظراً لتسمية الالهه تارة بأسماء رومانية وتارة أخرى بأسماء يونانية..!




THE ODYSSEY

فيلم يروي قصة الأوديسة ورغم أنني استمتعت بمشاهدة الفيلم لكن لم يعكس مصداقية ملحمة هوميروس ..

لمشاهدة بعض من مشاهد الفليم انقر على الصورة : )

تقييمي للرواية
10/10

تقييمي للترجمة
10/9



بالمناسبة كيف لي أن أضع مقطع من اليوتيوب هُنا مباشرة ؟
: )


هناك 5 تعليقات:

  1. داعبتي فكرة أن نهدي ريحاً لم نشاء كما لو أنها باقة ورد!

    لوتس, زهرة الشهور جميعاً...
    لكِ احترامي على فكركِ الراقي : )

    ردحذف
  2. سيما

    بعد حديثك هذا كيف لي لا اتفاخر واسعد

    :)

    ردحذف
  3. تلخيص جميل لوتس .. ع القوة دائما ..

    ردحذف
  4. ya 3m feen el link

    ردحذف
  5. غير معرف

    ربما لم تقرأ ما كتبه جيداً !

    اضغط على الصورة تجد الرابط

    :)

    ردحذف