28 فبراير 2013

أيها النقصان من رآك

 

اسم الكتاب : أيها النقصان من رآك نساء تحت العرش
نوع الكتاب : نقد - تحليل
اسم الكاتب :
عدد الصفحات : 120
سنة النشر : 2011
دار النشر : نينوى


لفت انتباهي عنوانه عن سائر الكتب المعروضة في معرض الكتاب الماضي ، فأنا أحب الاستزاده بكل ما يتعلق بحواء ليس لأني من بني جنسها ، بل لأنها كائن يلف حوله الكثير من الغموض ، وقد فطن البائع لشغفي فقدم لي كتابين آخرين يتحدث عن ذات الشيء ..

عندما تتحاور المرأة مع الرجل ويرغب ذلك الأخير إنهاء النقاش أو حتى إحراجها يكتفي بإقتباس الحديث النبوي الشريف  " ناقصات عقل ودين " أسأله كثيره تراودني ، هل المرأة أقل شأناً من الرجل ، بل التساؤل الأهم من ذلك هل ديننا الحنيف الذي أتى لنبذ كافة أشكال التمييز يرى المرأة كائناً هشاً وصاحب الخطيئة كما يعتقد البعض بأنها غوت آدم بأكل التفاح وبسببها عوقباً فأخرجهما الله سبحانه من الجنة ..؟!

ابن جرير الطبري " يعتقد أن الله قال لها : أنت غررت عبدي ، وعاقبها فابتلاها بالمرض الشهري وجعلها سفيهة بعد أن خلقها حليمة ، وجعلت تحمل كرهاً وتضع كرهاً "

هذا الكتاب أستند بدلائل دينية وفلسفية وتأريخية تؤكد عكس ما يظنه البعض ، فلو أفترضنا بأن المرأة ناقصة عقل أليس من الأجدر أن يخفف عليها العقاب في حالة ارتكابها المعصية كالزنى مثلاً ..؟

وإن كانت ناقصة دين لماذا رخص الله عزوجل على المسافر والمريض جواز الافطار في شهر رمضان ولم يستثنَ المرأة فقط  بل الرجل كذلك ..!

المرأة بحكم طبيعتها الفسيولوجية التي خُلقت عليها عافاها الخالق عن أداء بعض الفرائض رحمةً منه ليس لأنها كائناً ضعيفاً كيف وهى تحمل في أحشائها روحاً وجسداً طيلة تسعة أشهر ؟!

ليس هنالك دين كرَم المرأة بقدر الاسلام ، آيات وسور ارتبطت أسمائها بأخير نساء الأرض ، الملكة بلقيس وعدالتها التي استطاعت أن تدير شعباً بأسره ، وطهارة سيدتنا العذراء وصبر أم موسى على ترك رضيعها في النهر وأجزم بأن هذا التصرف لا ينبع إلا من إمرأة بلغ فيها الإيمان ما لم يبلغ به أي بشر عادي !

ولا يوجد من على فقه بالدين من بعد الرسول الكريم غير إمرأته عائشة  ، فقال عنها عروة بن الزبير " ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ولا بفرائضه و لابحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث عرب و لا بنسب من عائشة " رضي الله عنها

نحن لسنا في صدد الحديث عن الأفضلية مابين الجنسين بل تبرأة الاسلام عن كل ما ينسبه البعض للدين من غير وجه حق ، إن اقتباس آية دون إكمال بقيتها يفقد من معناها الحقيقي ، ففي قوله تعالى "  لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى " فلو اكتفينا بإقتباس الشطر الأول لكان المعنى النهي عن أداء الصلاة ، وقس على ذلك تدعيم البعض بأفكارهم السطحية بإستشهادات قرآنية وأحاديث نبوية ، إن تلك النظرة الدونية للمرأة لم تكن وليد الماضي القريب ، بل أعظم الفلاسفة كان يدعم فكرة تحقير المرأة فأرسطو يرى بأنها ذكراً مشوهاً ..!

هذا الكتاب لا يستثنى قراءته حواء بل آدم أيضاً لأنه يدعو إلى فهم ديننا فهماً صحيحاً ..


أحببت أسلوب الكاتبة ، وأحببت تدعيمها بآيات وأقاويل رجال الدين و الفلاسفة وإجتهاداتها الشخصية ، لكن لم أعجب بفكرتها المتشككه من صحة الحديث النبوي الذي سبق ذكره في المقدمة ..!



تقييمي للكتاب 
10/7


هناك تعليقان (2):

  1. سلام عليكم..
    عنوان الكتاب بالفعل لافت ، عن اي عرش مقصود..؟
    إن النظرة الدونية للمرأة هي من إرث الجاهلية التى للاسف نقلتها الكتب الاسلامية على انها تراث اسلامي، وعزز هذا الجهل تعصب بعض رجال الدين وتقيدهم بكل ما جاءت به هذه الكتب دون عرضها على كتاب الله وسنة الرسول الحقة وإمعان العقل فيها .وجاءت بعض الفتاوى التى للاسف اقل ما يقال عنها انها أداة هدم لا بناء للكرامة الانسانية والتى استغلت لتشويه كل ما هو اسلامي من قبل اعداء الاسلامة .
    إضافة لقضايا العضل والعنف التى تقع على المرأة الى درجة انك تفاجئ من إلحاد الكثير من المسلمين جراء هذه الثقافة ..
    عذراً للاطالة فالموضوع فعلا يستحق ولا يمكن نسيان دور الاعلام اليوم نشر ثقافة المرأة التى قننها في متعة الرجل فقط.
    حتى يأذن الله بقراءة اخرى عن طبيعة المرأة كونوا بخير.. جمعة مباركة

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام والرحمة

      أظن الكتاب يقصد عن النسوة اللاتي لعبن أدوار مهمة في نهضة الأمم والشعوب ولم ينلن أي إهتمام في كتب التاريخ ..

      إن من أصعب الأمور التي يمكن تغييره هو الفكر الاجتماعي ، النظرة الدونية للمرأة إمتدت لأزمنة بعيدة ، حتى في الدول الصناعية والتي يراها البعض أنها بلغت الكمال والمساواة مابين الجنسين ، ولا أدري أي مساواة التي تعطي لكلا الجنسين الحرية المطلقة حتى لو تطلب الأمر التجرد من كل شيء حتى من هويته ..!

      أظن هذا الكتاب أجاب بعضاً ولو قليل من تساؤلاتك التي طرحتها مسبقاً

      دمت بخير

      :)

      حذف