02 سبتمبر 2013

معتقل رافنزبروك



















اسم الكتاب : أشهر معسكر اعتقال نازي للنساء
نوع الكتاب : تأريخ
  اسم الكاتب :د. رمسيس عوض
عدد الصفحات :209
 سنة النشر : 2007
دار النشر : مكتبة الانجلو المصرية
ابتعته من مكتبة دار العروبة



سبق أن قرأت لرمسيس عوض كتاب آخر يتحدث عن معتقل داكاو الذي أصبح الآن متحفاً ، مايعجبني في كتابات رمسيس هو أسلوبه المشوق ، حتى أولئك الذين لا يعشقون هذا النوع من الكتب سيحبونه لسلاسة صاحبه في السردلتسرح مخيلتك لكل تلك الأحداث التأريخية التي وردها في الكتاب .
الحزب النازي عرف بساديته ، وإذا كانت المحرقة الشهيرة التي أبادت ملايين من اليهود فهنالك الغجر والبولند وأسرى الحرب السوفييتي ، والنساء بمختلف الجنسيات والأديان قاسين عذاباً كبيراً لدرجة أقدم بعضهن على الانتحار ، ولأن هذا الكتاب يعني بالأحداث الخاصة بمعسكر النساء رافنزبروك  فسأعرض بعضاً من الحقائق التأريخية :

  • في أواخر العقد الثالث من القرن العشرين تم إنشاء معسكر النساء رافنزبروك ، في البدء كان خاصاً للسجينات الألمانيات لكن سرعان ما ضمت جنسيات أخرى ، أول ما تدخل السجينة المعتقل يتم تجريدها من الثياب وإعطاء ممتلكاتها للمشرفات اللائي لا يترددن في سرقة المجوهرات وكل شيء ثمين ، كما يتم حلق رؤس السجينات خشية من انتشار الأمراض كالقمل .
  •  غالبية المشرفات في المعتقل ينتمين إلى طبقة اجتماعية متوسطة مقارنة بالسجينات ذوي التعليم العالي والمركز الإجتماعي المرموق ، لذا كن عنيفات في التعامل مع السجينات ، يذكر أن إحدى المشرفات قامت بضرب السوط في وجهة سجينة متقصدةً وجهها كيتسبب لها تشوهاً يلازمها طيلة حياتها  ، كما أن السجينات يحرمن من تناول الطعام لأيام عدة لأتفه الأسباب مما دفع الكثيرات الإحتفاظ بجثة زميلاتهن وتركها على المغسلة لأكل بقاياالجثة في حال تملكهن الجوع الشديد .
  •  صحيح أن السجينات تعرضن للظلم والإضطهاد لكن هذا لايعني أنهن نزيهات وعلى روؤسهن طوق من الذهب فقد شهد سلوكيات لا أخلاقية حتى أن بعضهن تلقين رصاصة بعدما تفشي خبثهن في أرجاء بلوكات المعتقل!
  • كان الغجر الفئة الأكثر إضطهاداً واستحقاراً وكان يسهل خداعهن بأسهل الطرق ، ومايعرف بسياسة النازية إبادة الفئات التي تراها عالةً على المجتمع وهذا ماحدث لهن بعدما أقنعن الغجريات بإطلاق سراحهن بشرط إخضاعهن للتجارب المخبرية ، كانت تلك التجارب تقوم على تعقيمهن بإستخدام أشعة خطيرة ومواد كيماوية بغرض إبداءة نسلهن ، ولخطورة هذه التجارب تعرض الكثيرات للموت وأمراضاً خطيرة وفوق هذا لم تنل أي منهن حريتها ، مثلما حدث للسجينات اللائي امتهن مهنة المومسات في معتقلات الرجال بغرض زيادة إنتاج السجناء ، كثيراً من النسوة وافقن على ممارسة البغاء هرباً من الأعمال الشاقة والجوع الشديد إذ أن هناك يحسن معاملتهن ويقدمن لهن الطعام بوفره كما أن عملهن لا يتعدى في اليوم سوى ساعتين بعد أن كانت تعمل بما يقارب العشر ساعات وربما أكثر ، وعلى الرغم من ذلك لم تنل حريتها وحملت معها أمراضاً خطيرة .
  • عُرف عن النازية كرههم لليهود فقد طوقوهم بمجموعة من القوانين حاصرت ممتلكات هذه الجماعة ، ومن أشهر تلك القوانين قوانين نورمبرج الذي يحرم فيه الألمان الزواج من اليهود بل منعهم من استخدام المواصلات العامة  والدخول في الإدارات الحكومية بل حتى من إرتداء ملابس الصوف ، ربما قد تكون تلك القوانين تافهة لكنها في الواقع تشير إلى حرمانهم من ممارسة حريتهم كمواطنين، جاعلةً أراضي ألمانيا طاردة لليهود وقد نجحوا في ذلك  فقد هاجر الكثير منهم ومن بقي فقد استبعد من المهن المدنية بإستثناء بعض المهن وارتضوا بإمتهان مهن وضيعه كالعمل خادمة في بيوت الألمان ، وأستاء وضعهم أكثر بعد حادثة بقايا ليلة الزجاج المكسور أو ما تسمى بالليلة الشفافة فقد تغير وضع اليهود كلياً بعد أن أصدر هتلر أمر  بتدمير الشركات والمعابد اليهودية  والتي بلغ عدد الشركات التي تعرضت للدمار سبعة آلاف شركة  و 275 معبد ، كما تم اعتقال ما يقارب ثلاثين ألف يهودي كل ذلك بسبب إقدام يهودي بقتل أحد موظفي الألمان في إحدى السفارات !


بودي لو استرسل في الحديث عن الكتاب أكثر لكن لا أود إفساد متعة القراءة على القراء ، الشيء الوحيد الذي يعيب في الكتاب عدم وجود صوراً للمعسكرات تدعم الحقائق التأريخية . 




لمزيد من التفاصيل عن معتقل رافنزبروك



اضغط على الصورة


هذا الفيلم يجسد قصة حياة عازف بيانو يهودي بولندي الجنسية يتعرض هو وعائلته - ومن هم على ديانته - للإضطهاد والإستعباد من قبل الألمان ، لا يميل للعنصرية أظهر الكثير من العواطف الإنسانية من كلا الطرفين ، أنصح لعشاق التاريخ بمشاهدة الفيلم .. 
و ترا يبجي





تقييمي للكتاب
10/10

هناك 3 تعليقات:

  1. سلام عليكم..
    اسمحوا لي - كالعادة - إستيضاحكم في التالي مع جزيل الشكر على الاسلوب والمعلومات كما الايضاح إن شاء الله .
    الفقرة الثانية ممكن تسلطين الضوء ولو بمثال ، غير الممارسات الغير اخلاقية كما يفهم في مثل هذه الظروف ماذا كان..؟
    ، مثلما حدث للسجينات اللائي امتهن مهنة المومسات في معتقلات الرجال بغرض زيادة إنتاج السجناء ، مالغرض من زيادة السجناء تقصدين ..؟ وهدف من النازيين او السجينات ..؟ ممكن توضيح.
    ما قصة ليلة الزجاج المكسورة ..؟ ما فهمته إغتيال دبلوماسي ألماني على يد يهودي.. عذرا لجهلي ، وودت كثيراً لو استرسلتي في الحديث ذلك لأسلوبك الجاذب وللمعلومات القيمة .
    حتى يأذن الله بقراءة اخرى كونوا بخير وتحملوني

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام والرحمة ..

      كان النازيين يعتقلون السجناء والسجينات لإجبارهم على العمل الشاق لخدمة مصالحهم السياسية و العسكريه على وجهة التحديد ، ولرفع معنويات السجين المجتهد في عمله كان يكافئ ، طبعاً مكافئتهم مبتذله لكنها كانت تحقق مرادهم على أية حال خاصه وأن السجينات أرتضين بأن يصبحن بائعات الهوى بعد أن صدقن الكذبة بأنهن سيتم إطلاق سراحهن بعد ستة أشهر من مزوالة تلك المهنة !

      ليلة الزجاج المكسور والتي عرفت أيضاً بالليلة الشفافة ، ثار يومها هتلر على اليهود فقام بهدم ممتلكاتهم وهدر إنسانيتهم لمجرد عمل طائش قام به يهودي بقتل أحد موظفي الألمان في إحدى السفارات ، كانت هذه الليلة سوداء على كل يهودي !



      أتمنى أن تكون إجاباتي واضحه ..

      :)

      حذف