25 فبراير 2014

هاذي مو من عوايدنا يا أهل ديرتي !

 
 
 
هذه المره لن أتحدث عن الكتب سأتطرق لموضوع مختلف كلياً .
 
في كل عام من الخامس / السادس والعشرون من فبراير تحتفل الكويت بعرسها الوطني على استقلالها وتحريرها من سطوة الغزو العراقي الغاشم ، لكل مواطن له الحق في التعبير عن فرحه ، لكن " كل شي لي زاد عن حده ينقلب ضده " حتى في الفرح ولايحق لأي مرء  كان طفلاً أم راشداً ان يعكر يوم غيره على حساب فرحه !
 
 
ماحدث في الأمس قد حدث في الأعوام الماضية وسيتكرر في الأيام القادمة وأخشى أن تكون " عادة " تتكرر في كل عام إلى أن تكون جزء من "عوايدنا " .
 
مساء البارحة غادرت العمل في الرابعة والربع لأشاهد الأطفال على ممر الشارع متجمهرين عند إشارات المرور، بدلاً من رفع الأعلام و وترديد الأغاني الوطنية نجد كل واحدٌ فيهم يحمل " رشاشات ماي "  يفرغونها على السيارات ومنهم يتقصد ملؤها بالماء والصابون والبعض الآخر يضع أدهى من ذلك و"مستشفى البحر" شاهدٌ على الأضرار التي خلفتها  تلك المواد على أعين الركاب !
 
قبل أن أعود إلى البيت كنت في حاجة لشراء بعض الحاجيات من " سوق شرق " لأتفاجئ بهؤلاء الصبية والإزدحام المروري اللا مبرر له ، فقررت عدم الذهاب خشيةً على ما قد سيحدث لي كما حدث لإحدى الفتيات التي تهجم عليها الأولاد وتجرأوا بفتح باب سيارتها وأمطروها بالماء إلا أن بللت بالكامل بإسم " الفرحة الوطنية " فما كان عليها سوى البكاء والتوسل ولاحياة لمن تنادي فالأطفال يعبرون عن فرحة التحرير ليس إلا !
 
 
هذه التصرفات الصبيانية لم نكن نمارسها عندما كنا صغاراً ، نحن الذين قاسينا الرعب والرهبة من رؤية الدبابات وسماع الرشاشات والصواريخ ، وكم عانينا من أجل لقمة نتقاسمها بين الجيران حتى أضطررنا  أكل الأطعمة المنتهية الصلاحية ، وكم مره انطفأت الكهرباء ، وغابت الشمس عنا وغدت السماء رماداً بفعل حرق الآبار ، كنا بالكاد نحصل على الماء عن طريق " التناكر" بغرض الاغتسال بعد أن صبغت جلودنا بالبترول !!
 
نحن الأحق بالفرحة والتعبير عنها ورغم ذلك لم نكن نفعل ما يفعله جيل اليوم ، كنا نزين أنفسها بالأعلام وترديد الأغاني الوطنية تمر المركبات بالقرب منا ولا يرى سوى أيادي الأطفال ترفرف الأعلام وكأنه ماراً بموكب لإحدى الصفوة !
 
أسأل هؤلاء الصبية ماذا تعرف عن الخامس / السادس والعشرون ...
 
لاشيء !!
 
 
دعك من هذا كله ، ماذا عن أولئك الذين يأتون لمشاهدة أعيادنا ، ماهو الإنطباع الذي تركناه في أنفسهم عنا ؟!
 
ماذا لو تهجم هؤلاء الأطفال عليهم وأمطروهم بالماء وهم في كامل زينتهم وفرحتهم ، هل سيتقبلونها برحابة صدر ؟
 
أستبعد ذلك !!
 
 
لا أضع اللوم على رجال المرور الذين بذلوا قدر استطاعتهم في تنظيم السير " ويعطيهم ألف عافيه " اللوم كله على أولياء الأمور ، فإذا كان ردك بأنهم " يهال مايفتهمون " فهو دورك " يالأبو والأم " أن تغرس الوطنية في نفوس أبنائكم ، الوطنية التي تتمثل بإحترام الآخرين ورجال الشرطة ،  وإلتزامكم أنتم أيها الوالدين بقواعد المرور لا أن أوقف سيارتي في وسط الطريق لمجرد أن أبنائي " يبون يرشون الماي على يهال السيارة اللي يمك "!
 
 
فهذه التصرفات " مو من عوايدنا يا أهل ديرتي "
 
وكل عام والكويت وأهلها بخير وأمان
 
:)

هناك 6 تعليقات:

  1. للاسف الدور الاعلامي و التربوي غائب في طفولة اغلب الصبيه ، هذه الذكرى فرصه لجمع اواصر المحبه و الاخوه في المجتمع بتنظيم احتفالات بالمدارس و دور الحضانه مو بالشوارع بس للاسف العادات السيئه طبعت في عقول الاطفال

    ردحذف
    الردود
    1. هذا اللي حصل ..
      المنظر اللي شفته ذاك اليوم موحلو بالمره !

      حذف
  2. الأمور لم تبدأ هكذا، بدأت بسيطة وفردية، كان يمكن تحاشيها والقضاء عليها مبكرًا، لكن مع منهج "التتفيه" و"التسطيح" الذي تعرض له المجتمع هن، فلا بد من أن يكون المآل بهذا السوء

    ردحذف
    الردود
    1. أنت قولتها " كان يمكن تحاشيها والقضاء عليها مبكراً "
      في علم الاجتماع مصطلح يطلق عليه socialization أي التنشئة الاجتماعية والتي يؤديها الوالدين على الأبناء منذ الصغر بغرس المبادئ والقيم فإن كانت مبنية على احترام القوانين وعدم التعرض على الآخرين لما وجدت الذي نراه في الأماكن العامة ، بالأمس انتشرت مقاطع فيديو عن ظواهر العنف في الشوارع لأسباب تنم عن اللاوطنية وسطحية عقول الصبية !

      حذف