09 أغسطس 2017

ميلاد جديد

 
 
 
صباح الخير يا أصدقاء
 
لم أستطع الانتظار
فور أن استلمت الشهادة قررت أزف لكم الخبر السعيد
لأن لكم مكانه عزيزة في النفس تجمعنا ثماني سنوات وأكثر حتى لو كان لقاءاتنا عبر المدونة !
 
عندما يقع المرء بشغف القراءة يولد بينهما علاقة وطيدة تستمر لسنوات مديدة
ولن ينفصل عنها إلا الموت
لكن بعض العلاقات تتطور
 
كحلم الكتابة
أن ينضم اسمك ضمن لائحة الكتَاب
فبدلاً من أن تكون مجرد قارئ نهم تكون كاتب ولديك قرَاء من مختلف الثقافات والبلدان
 
 
لم تكن هنالك نية إصدار كتاب
لكن بعد أن ارتبطت حدث تغيير جذري
عندما ترتبط فتاة في العقد الثالث ليس كما في العقد الثاني
الفتاة تكون أكثر عقلانية التنازلات من أجل الزواج ليس بالأمر الهين كما يعتقد البعض
حيث فرص القبول تقل وبالتالي التنازلات تكثر
هذا لا ينطبق مع فتاة تغذي عقلها بالكتب بدلاً من الماديات وإرضاء المجتمع
خاصةً بعدما اقبلت عامي الواحد والثلاثين بدأت أتبنى اعتقاد أسلمت به
" سعادتي ليست مرتبطة بشريك "
 
بعد الزواج ، حدثت إخفاقات كثيرة ، وتنازلات عديدة
 كل ذلك من أجل التوفيق مع الأدوار الاجتماعية الجديدة
زوجة ، و ربة منزل
فلم أعد تلك الموظفة المثالية ، ولم يكن لدي الوقت لأمارس طقوس القراءة
أو حتى ملاقاة الأصدقاء ، فإذا كان لدي وقت أستغرقه في النوم باكراً لأداء مهام الغد
واجهت صعوبة كبيرة ، كنت ولا زلت أحِنُ لأيامي الماضية 
 وبنفس الوقت لا أريد الإخفاق في حياتي الجديدة
 
ازداد الوضع سوءاً بعدما تعرضت لوعكة صحية
لازمت البقاء في المستشفى 21 يوماً
وعلى مدى الثلاثة أشهر دخلت العناية المركزة ثلاث مرات
إحداها السفر للخارج لإجراء عملية طارئة
بعدها بشهرين فقدت روحاً كانت تصاحبني خمسة أشهر
في كل صباح ومساء أحادثها
وفور أن علمت أنها أنثى أسميتها مريم تمنياً بسدتنا مريم بنت آل عمران
 
الفراق صعب ، والتجربة أليمة يصعب التعبير عنها بكلمات
حاولت أكرس أشهري الأولى بالذكر والدعاء
ساعدني الأمر لكن حتى وأنا في أجواء الروحانية كانت تلازمني ذكرى الحادثة
جل ما يخيفني أن أكون وحيدة
ولم أستطع التغلب على الوحدة و التناسي إلا بالكتابة
 
 
في كل صباح ومساء أشغل نفسي بكتابي
كانت أصوات تخبرني بأنه سيكون موضع سخرية
في مجتمع مترف لا يرغب بالتنازل عن خادمة
تتدبر أمور المنزل ورعاية الصغار عندما تكون والدتهم في العمل
 
ولأني مؤمنة بأن ربي رحيم ولعظمة رحمته
رحمني ورحم مريم التي عانت كثيراً قبل أن تخرج للعالم
بأن تكون شفيعتي يوم القيامة ، ويعوضني الله خيراً
 
أردت أن أكون ربة منزل وأماً تدير حياتها الأسرية دون الحاجة لخادمة
والرغبة في التوفيق بوظيفتي دون تقصير
وأن أنعم بطقوسي وأستمتع بكل ما أعشقه بتنازلات أقل
 
فكان هذا الكتاب مخطط لحياتي الآنية والمستقبلية
معظم ما دونته طبقته على نفسي ، صاحبت الأمهات واستفدت من تجاربهن في رعاية الصغار
بحثت عن الحقوق المتاحة للموظفة في جهة عملي
ومعظم القطاعات الحكومية و استغلالها بما يتوافق مع ظروفي المستقبلية
فدعمت كتابي بأصعب الظروف التي قد تمر بها الأسر وكيفية إدارتها دون أن تستعين بخادمة
 
كوني نشأت في منزل يخلو من خادمة حيث كنا نعمل سويةً لمساعدة والدتنا
وكوني خريجة علم الاجتماع أعرف جيداً الأثر السيكولوجي والسوسيولوجي
عندما تكون الأسرة من دون دخيل
لم أبالغ فحينما أقارن نفسي بالزميلات في العمل
 من اليسر معرفة عمق العلاقة التي تجمعني بوالدتي
فلم يكن هنالك شخص يشغل أحد أدوار الأمومة سواها
تعلمت منها التضحية والصبر
ودائماً تمطرني بعبارات التفاؤل في كل مهاتفة
" دائماً توكلي على الله وأطلبي منه القوة والعافية
 في إدارة المنزل ورعاية أسرتك دون الحاجة إلى خادمة "
 
 
سأعكف في الأيام المقبلة على التعاقد مع دار نشر في تبني وإصدار الكتاب
وفور أن ينشر - وآمل أن يصدر مع المعرض الكتاب القادم - سأعرض حلته الجديدة
 
 
 
 لست من الصنف الذي يحب نشر أموره الشخصية على الملأ
لكن أردت أخباركم بأمر قد يفيدكم ذات يوم
يتفق جميع علماء النفس أن إحدى طرق التجاوز لتجاربكم الأليمة هي الكتابة
 
مثلما للقراءة سحر في التجرد عن عالم الواقع
فللكتابة سحر في التشافي بعد الذكر وحسن الظن بالله عزوجل
أن تحول هذا الألم إلى أمل لك ولغيرك
 
يقول الأديب فرنسيس سكوت فيتزجيرالد  



 
" لا تكتب لأنك تريد أن تقول شيئاً
ولكنك تكتب لأن لديك شيئاً تريد أن تقوله "



 أعمل بصمت ركز على هدفك مهما كان سخيفاً عند البعض
غذي نفسك بالتفاؤل في النجاح الذي ستحققه من وراء حلمك
 لا تنتظر من أحد أن يخبرك ما عليك فعله أخذ بمشورتهم لكن أعمل بما تؤمن به
كن مختلفاً فهذا ما يميزك 
كن راضياً بكل انجاز صغير
 
ليس بالضرورة أن تكون مشهوراً كي تكون ناجحاً
يكفي أنك استطعت تحقيق ما عجز عنه البعض
ضع أهدافاً وحدد المدة الزمنية لإنجازها
لا تربط نجاحك بالنجاح المهني كن لك أفق أوسع
 
 
قدس حياتك الشخصية ، وأنعم بكل لحظة تمر بها خزنها في ذاكرتك بدلاً عن ذاكرة هاتفك
لا تجامل ولا تسعى لإرضاء من ليسوا بوالديك
فحينما تكون في أحلك الظروف يتخلى عنك البعض فتغدو كلماتهم في المحبة مجرد كذبة!
تمسك من وقف في محنتك وضعفك
المودة لا تشترى بحفنة من الأوراق المالية ، ولا بحقيبة من ماركة فخمة
 بل بمشاركتك آلامك فلا تنخدع بالمظاهر
 
أسترجع رشاقتك وصحتك
كن فخوراً في تجارب حياتك الأليمة
بأنك نلت رضا خالقك
دع الجميع يتعجب على قوة الصبر والإيمان التي وهبها الله لك
كن متفائلاً ، ففي النهاية الحياة اختبار
عليك أن تنجح كي تنعم بالرضا ولقاء الله سبحانه
 
 
 
 
جميع تجارب حياتنا دروس
علينا أن نتعلم كي نمضي سعداء
 
 
أحبكم في الله

زهرة  ابريل

 
 
 
 

هناك 10 تعليقات:

  1. أهلا بعودتك

    وعوضك الله خيرا

    وألف مبروك الكتاب

    أستفيد كثيرا من مراجعات قراءاتك للكتب

    استمري 💐

    ردحذف
  2. أهلاً بك

    يباركك الله

    ستكون لنا وقفة مع كتب جديدة بإذن الله

    :)

    ردحذف
  3. كلامج أثر فيني .. و فعلاً اليوم كنت محتاجه أسمع مثل هالكلمات .. الله يعوضج خير .. و اتمنى لج التوفيق في اصدارج و ان شاء الله من أول المقتنين للكتاب .

    ردحذف
    الردود
    1. عزيزتي هاجر
      لكل امرئ نصيب من البلاء والحزن
      كنت أخاطب ذاتي بهذه العبارات قبل أن أخاطب أي قارئ فكلا الأثنين بحاجة إليها ،،

      شكراً جزيلاً على الدعوات الطيبة

      سأكون أسعد كاتبة حينما أرى أصدقاء القراءة يقتنون كتابي :)

      حذف
  4. السلام عليكم، عودة موفقة... أقترح عليك مطالعة كتاب علو الهمة لإسماعيل المقدم. ننتظر كتابك

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام والرحمة

      سيكون من ضمن قائمة المشتريات
      شكراً جزيلاً :)

      حذف
  5. السلام عليكم...
    ما هذا يا فاطمة؟!...قمة الروعة في الوصف والتعبير عن الذات الجريحة...هذا النص الذهبي المكتوب بصدق وبألم الجراح لا ينبغي أن يترك هكذا...سيرتك الذاتية تلك هي البداية للنشر وأية بداية مثل تلك سوف تكون ؟!..لديك كم هائل ليس فقط من الآلام والمآسي بل من الأفكار والآراء والتحليلات المعرفية التي لا تنتهي بنص معين...المشاركة الوجدانية هي من أسمى الامتيازات التي يحظى بها القلة من البشر،وغالبا يعجز المرء عن التعبير عن حالة كهذه فيلجا للبكاء أو الحزن الداخلي...الإرادة الصلبة التي كنت عليها يجب ان تكون نبراس ومتراس لمستقبلك المجهول،ويجب أن يروض ولا يترك لمجرد الآلام تهيمن علينا...نعم انها قاسية ولكن هنالك بشر يعانون أكثر منا وتركوا بصماتهم في الحياة العامة...لا نقدم أكثر من الدعاء والبكاء والالم وهي ادنى درجات المشاركة الوجدانية...تحياتي الطيبة

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام أخ مهند

      لا أخفي عليك أعشق الكتابة مثل القراءة ، هذا عملي الأول وأطمح لأن تكون هنالك أعمال أدبية أخرى وليس بالضرورة ترجمتها بنص روائي لأنه يحتاج إلى قواعد وأسس أدبية في هذا التخصص ، ولن أكون كالبعض يكتب لمجرد أن يكون له حصيد كمي من الإصدارات ، سيكون عملاً يترك بصمة في حياتي .

      أشكرك على الإطراء الجميل .

      حذف
  6. عزيزتي الآن فقط عرفت ما مررتِ به.. لا كلمة عزاء توفي فقدك.. لك الأجر والعوض الكبير بإذن الله،
    الله يجمعك بها في الجنة 3>

    ومبارك لك الإصدار ونحن بشوق لتلقّيه في أقرب وقت :))

    ردحذف
  7. السلام عليكم 🌸
    " اقنع بما قسمه الله لك تجد كل الخير وو ارضى بما اعطاك الله تجد فيه البركة "
    الحمدالله على كل حال وو عسى ان تكون مريم شفيعه لوالدتها 👼🏻
    وو كل التوفيق باصدارك الجديد سأكون اول المقنين للكتاب .. شكرا لك ❤️

    ردحذف