10 يونيو 2009

The Murder Of Marat



فرنسا
ارض العاشقين و المحبين
ارض السكون والراحة
تلك البلاد التي تكسوها ازهار متفتحه بألوان مختلفة
وعصافير مغرده تحوم حولك دون خجل منك او خوف
لتشعرك بأنك أنعمت برؤية الفردوس وانت مازلت حياً لم تمت

لكن من قال فرنسا كانت كذلك
فرنسا في عصر الثورة لم تكن سوى
ارض الدماء والكره
أرض لا تسمع منها سوى اصوات المظلومين تطلب الرحمة
تلك التي تحولت ازهارها للون الاحمر بفعل البطش وسفك الدماء بأوامر الدكتاتورية

شهدت في تلك الفتره تولي الدولة ثلاثة حكام دكتاتوريين ترأسوا قيادة الثورة الفرنسية وهم :
روبسبيير Robespierre .. دانتون Danton .. مارا Marat
لن نتحدث عن ثلاثتهم ولنكتفي الحديث عن الأخير
مارا Marat
هذا الرجل لم يكن حنونا على شعبه
كان الموت لدية اشبه بلعبه يتسلى بها بين الحين والآخر
فكل من يظن به معادي للثورة يقتل
لم يكن الفرنسيون سعيدون بالوضع الذي هم فيه
فكم من فرنسي فقد قريب او صديق

فرنسا التي اصبحت في وقتنا الحالي منبع الحب كما يعتقد البعض اصبحت في ذلك الزمان منبع الكره
فالشعب بدأ يحزم امتعته ويترك باريس وراء ظهره باحثاً عن أرض تأويه بعيدة عن العاصمة

فتاه من اقليم نورماندى لم تحزم امتعتها وتترك بلادها على ماهو عليه او تكتفي بسماع الاوضاع المتأزمة ورؤية دموع الفارين
ربما لأنها تعيش بأقليم بعيداً عن اعمال مارا الدموية التي يمارسها في باريس
لكن انتشار خبر بالاحداث التي تجري هناك دفعها الى مراسلة مارا طلباً لمقابلته
مارا في ذلك الوقت كان في اسوء حالته الصحية ، فأغلب وقته يمضيه في الحمام على الدش يلتمس الشفاء بالماء الدافئ
لم يهتم هذا الدكتاتوري بمقابله تلك الفتاة إلا انها اصرت على مقابلته مراراً الى ان استطاعت مقابلته

كانت تحمل تلك الفتاه النورماندية رسالة تحمل عنوان شعب يأس من الوضع المتأزم الذي يعيشه يومياً وآهات اناس متعذبين ينتظرون بخوف قدوم ملك الموت ليقبض ارواحهم بعد صدور حكم الاعدام من غير وجهة حق

لم يهتم مارا بما يعانيه الشعب لـ يجيبها قائلاً
" انهم سيتخلصون من كل الآلام عندما تقطع المقصلة رءوسهم وتنتهي مشكلة آلامهم على الفور "
ربما توقعت تلك الفتاة ردة فعله مسبقاً
لذلك لم تدخل خالية اليدين بل كانت تخفي سكينا اشترته قبيل ان تقابل الطاغي مقابل فرنكين لتغمد السكين فيه حتى يقال ان نصل السكين دخل بالكامل وغاص بجسده
ليلتحق مارا بالموتى الذين اعدمهم من غير وجهة حق
وتتنفس فرنسا الصعداء مقابل فرنكين
بشجاعة امرأه قد اعتبرها البعض مجرمة ليحكم عليها بالإعدام
هذه الفتاة النورماندية تدعى
شارلوت كورادى Charllotte Corday


* اللوحة تجسد لحظة اغتيال الطاغي على يد الفتاة النورماندية

هناك تعليقان (2):

  1. فرنسا , حكاية وطن !
    صاحبتني موسيقى البلاط الملكي وأنا أتوجل بين سطور
    هذه التدوينة , وكأن "ألبوم صور" يتطاير أمامي
    اللفافات الشعبيّة , والفساتين الأوروبية ..
    ولا سيما السجادة الحمراء ..
    كل ذلك كان ألبوم صور , ملطخاً ببعض الدماء
    فهذه حكاية كل وطن .

    ردحذف
  2. ولم تكن فرنسا كما هي عليه الآن ..
    نفاجأت بأن لها سلسله من الاحداث الشنيعة دفعت البعض الاقدام على التضحية بإسم "الوطن "..
    فرنسا تخيل اليّ احياناً بالزهرة الحمراء..
    تنبهرين بجمال لونها واهي بين يديك ..
    لكن تتفاجئين بأن لون هذه الزهرة هي من دماء المظلومين في عهد الدكتاتورية..
    لطخت بين يديكِ وقد كانت يوماً بيضاء سالمة ..

    ايكونز شكراً على زيارتك لغرفتي المتواضعة : )

    ردحذف