فيلسوف يوناني تحدثت عنه شوارع أثينا مراراً وتكرارً
لو رجعنا قبيل وفاته -اي قبل 399 ق.م- لسمعنا حواراته الفلسفيه البناءه التي لطالما استهوت عقول اليافعين لدرجة أحبوه وتعمقوا به حتى بعد اعدامه
من أشهر اقاويل سقراط
" اعرف نفسك بنفسك وابحث عن الحقيقه "
هذه العباره كثيراً ما كانت تشغل الشارع اليوناني آن ذاك بل شغلت حتى الفلاسفة من بعده
فهي ليست مجرد عباره عادية فلو دققت النظر إليها وحاولت تحليلها لتجد بأنها تصنع من بضع تلك الحروف اناره في الفكر البشري والتحرر من الافكار المقيده من قبل جماعه في المجتمع تحرص على عبودية الفكر
لذلك لم يكن افكار سقراط الفلسفيه التي يدعوا اليها ترضي الجميع
ولم يكن محباً رغم سعيه لنشر الرقي للمجتمع من الجانب الفكري
هذا الفيلسوف حكم عليه بالاعدام من قبل الحاقدين
Meltetus ماهو سوى أحد الرجال الذين يكنون الكره لأفكار سقراط ، اتهاماتُ الصقت في الفيسلوف عن غير وجه حق
اتهم ميلتوس سقراط بأنه يُحقر من منزلة الآله بل كان يسقى شباب أثينا بأفكار سامه
في ذلك الوقت كان من السهل أن يلصق أي شخص اتهامات ومن السهل كذلك ان يحاكم ، فلا تستبعد ان قلنا بأن سقراط ذلك العجوز ذو السبعين عاما استدعى لحكم القضاء امام خمسمائة قاضي من قضاة أثينا
من الصعب تجسيد المشهد سقراط وهو بين خمسمائة قاضي ، لكن يمكن تخيل ماحدث حينها ، وفق المصادرالتاريخيه تقول بأن سقراط دافع عن نفسه وسط الاتهامات التي وجهت إليه ليرد قائلا
" إن من يدعي العلم من بين كل من حاورت وناقشت إنما هم جهلاء لا يفقهون من العلم شيئاً .. والحقيقه هى أني أعلم الناس وذلك لأن الناس يعتقدون أنهم يعرفون شيئاً .. وهم في الواقع لا يعرفون شئ .. أما أنا أعرف أني لا أعرف "
280قاضي رأوا بضرورة تطبيق حكم الاعدام مقابل 220 قاضٍ معارض
لم يطبق الحكم فور صدوره بل استمر سقراط حياً طليقاً دون قيود تعيق حريته لمدة ثلاثين يوماً
لم يهرب ولم يفكر حتى أن يترك البلاد رغم أن طرق الهرب ممهده له ..اذن لماذا لم يقدم على الهرب
حتى يعلًم طلبته بأن القانون مهما كان قرارته عادله ام لا لابد من الامتثال بها
طيلة ثلاثين ليله قضاها سقراط يعلم تلاميذه افكاره الفلسفيه
وفي يوم الثلاثين اي يوم تطبيق حكم الاعدام وفي الدقائق الأخيره اتت زوجته تبكي بحرقه على زوجها الذي لم يعر اهتماماً لها بل استكمل حواره مع طلبته فيما يتحدث عنه
من حسن الحظ بأن المصادر التاريخية احتفظت لنا بحوارات سقراط الأخيره مع الجلاد ، ووسط حوارات سقراط المعتاده مع طلبته
الجلاد : هيا يا سقراط انته من هذا الحوار سريعاً حتى لا يفقد السم تأثيره
سقراط : ولم لا تضاعف الكمية ؟ أليست هذه مهنتك
طلب سقراط قبيل شراب السم الاستحمام ، فيما بعد أخذ يسأل الجلاد
سقراط : ماذا علي فعله
الجلاد : لاشئ .. كل ماهو مطلوب منك أن تتجرع هذه الكأس وبعد ذلك ستشعر بثقل في ساقيك عندها عليك أن تستلقي على الأرض ، وسيقوم السم بإنهاء المهمة
لم يتردد سقراط من شرب السم
المصنوع من نبات الشوكران Hemlock ، هذا المشهد شهدوا عليه طلبته ولا نحتاج معرفه ردود أفعالهم فالصورة تحكي لنا
من حكم سقراط
إن الموت هو الشفاء من مرض اسمه الحياة
إن الموت هو الشفاء من مرض اسمه الحياة
إن الحياة مع الظالمين برما...
ردحذف