20 مايو 2009

جلجامش ورحلة البحث عن نبته الخلود


ملحمة سومرية ترويها اتربة بلاد الرافدين ، بطلها حاكم أوروك ، جلجامش ذلك الرجل الذي ابى ان تنتهي مسيرة حياة البشرية بالموت
تروي الملحمة السومرية أن جلجامش كائن خليط من بشر واله ، فهو ثلث إله وثالثان انسان

في حياته الاولى قضاها بين اللهو والاغترار بقوته ، ظل على حاله الا ان تضايق شعبه واشتكوا الى الالهة لتقيم الحد من تصرفاته الطائشة ، لتخلق تلك الالهة عدوا لجلجامش وهو انكيدو وهو ذات قوة لا يستهان بها ابداً
سمع انكيدو عن جلجامش وعن قوته فعزم محاربته ، فحدث صراع بين الطرفين في مدينة اوروك ، لتنتهي المعركة بصداقة الطرفين
ومنذ ذلك الحين دب في نفس جلجامش روح الخير ومحاربة هواوا الذي يمثل رمز الشر ، واستطاع هو و انكيدو ان ينتصرا على هواوا

واثناء احتفال بالنصر التقت عيني جلجامش بـ عشتار لتقع تلك الأخيرة في حبه إلا ان جلجامش ابى حبها ، ولكون عشتار تمثل الدمار والحرب هذا الى جانب انها تمثل الهة الخصوبة قررت الانتقام منه

ثور السماء يقدم على مبارزة جلجامش بأمر من عشتار الا ان بطل الملحمة استطاع قتله ، لتثور الاله على موت ثور السماء وتقرر موت احد الصديقين ، جلجامش او انكيدو ، ليكون الموت من حليف الأخير
اشتاظ غضباً جلجامش على موت صديقه، ليقع هائماً على وجه وسط ثورغضبه ليتحول الى رجل ضعيف يأبى الاستسلام للموت، لذلك عزم ان يقضي بقية حياته في البحث عن سر الخلود ، فأخذ يسأل جده الأكبر اوتنا بشتيم عن ارض دلمون التي هى جنة الخالدين

وبعد رحلات شاقه التقى جلجامش بـ اوتنا بشتيم ليضعه في اختبار لكنه يفشل جلجامش ، ليرق قلب الجد الأكبر ليقول له
" ليس بالخلود ، إنما في تجديد الشباب بواسطة نبته من قاع البحر وهى سر من اسرار الآلهة وهى تطيل العمر "

ليعود جلجامش رحلاته التي لا تخلوا من الصعاب من جديد ، ليجد نبتة الخلود التي اخبرها به اوتنا بشتيم ، وبعد مشقة الطريق جلس جلجامس ليروي ظمأه بشرب من برِكَه
ظن جلجامش بأن الخلود سينعم به إلا أن الخلود اصبح من حليف الحية كانت بالقرب منه لتنعم هى بالخلود بدلاً منه

هذه الملحمة السومرية التي ترجع الى الالف الثاني ق.م ماهى سوى دعوة فلسفية عن الموت والحياة والعالم الآخر
جلجامش ماهو الا اسم مشتق من بيل جامس التي تعني العجوز لم يزل شاباً


هناك تعليقان (2):